حدیث الیوم:
موقع المجلس:
مع صیاح “نحن في وسط الحرب!” شهدت الجلسة العلنية لمجلس شورى نظام الملالي يوم الأحد 29 سبتمبر، توتراً غير مسبوق اجتاح النظام بأسره. حيث اندفع أعضاء مجلس النظام إلى وسط القاعة أمام منصة رئاسة قاليباف، مرددين شعارات وصيحات مطالبة بالانتقام لمقتل حسن نصر الله. كما عبروا في خطبهم عن استيائهم من التأخير والتردد في هذا الشأن.
کما حاول قاليباف، الذي كان يترأس الجلسة، جاهداً السيطرة على الوضع من خلال إظهار التوافق مع الشعارات المطروحة وإطلاق تصريحات ساخرة. وقال قاليباف: “النظام الصهيوني بعد المجازر الواسعة في غزة لم يحقق أيًا من أهدافه المعلنة عسكرياً أو سياسياً، بل فتح جبهات جديدة في الضفة الغربية، لبنان، العراق، اليمن، وحتى إيران.”
لكن هذه التصريحات والمحاولات التي أبداها قاليباف لم تجد نفعاً وسط صيحات الانتقام الهستيرية والاعتراضات الشديدة على عدم تنفيذ الوعود. إذ كان أعضاء المجلس يعبرون عن غضبهم الشديد إزاء عدم اتخاذ أي إجراءات، بعد الوعود المتكررة، وذلك منذ مقتل قاسم سليماني، فخري زاده، وهنية، إلى أن وصل الأمر إلى حسن نصر الله.
قال موسى موسوي: “لو كنا قد انتقمنا لدم قاسم سليماني، هل كان العدو سيشكل اليوم فرقة اغتيال ضدنا؟ معادلة الحرب واضحة جداً: إن لم نضرب، فسنتلقى الضربات!”
وأضاف: “السياسيون يشككون ويحتجون بأننا لا ينبغي أن نقع في فخ الحرب! الغريب أنهم يتحدثون عن فخ الحرب بينما نحن في وسط الحرب بالفعل!”
بدوره أشار محمد منان رئيسي إلى قول خامنئي قبل سنوات: “إذا ضربونا مرة، سنضربهم عشر مرات”، وسأل بنبرة ساخرة: “لماذا أصبح الوضع الآن بحيث أن بعض المسؤولين عن هذا الأمر يعملون بالعكس؟”
وأشار إلى تزايد الانهيارات بين عناصر النظام تحت تأثير هذه الظروف، وأضاف: “ما زلنا لا نشهد أي تحرك فعّال، وهذا أدى إلى تآكل الثقة الاجتماعية بالنظام، سواء داخل البلاد أو في المنطقة والدول الإسلامية.”
وأما راستينه فقد قال: “ماذا حدث للانتقام لدم هنية؟ لن نسمح بأن يظل أمر مولانا دون تنفيذ، قضية الانتقام لدم هنية هي مطلب وطني.”
قال محمودي عضو آخر للمجلس: “علينا بالتأكيد أن نحقق الوعد الصادق ووعد الانتقام.”
صباغيان أكد على ضرورة امتلاك السلاح النووي وقال: “الرد الحازم للنظام على أمريكا وإسرائيل وداعميها هو تسليح إيران بسلاح لديهم وليس لدينا.”
قال إمامي راد: “لن يتم التخلي عن أي سلاح حتى يتم تدمير ومحو إسرائيل تماماً من الخريطة الجغرافية العالمية.”
ميبدي قال: “من الضروري حقاً أن تشارك الدبلوماسية التنفيذية والتشريعية وجميع أركان النظام في هذا الأمر.”
حسيني قال: “جميع شعوب العالم تنتظر ردًا قويًا على وقاحة الصهاينة. نؤكد أن التصريحات الناجمة عن الضعف وخلق الخوف من الحرب المحتملة غير مقبولة”.
تظهر هذه الحالة المتوترة في مجلس الرجعية صورة عن الظروف الحرجة والعاصفة للنظام نتيجة الضربات الثقيلة والقصف الهائل الذي أدى إلى مقتل حسن نصر الله، مما جعله يصل إلى نقطة الغليان.
وصفت احدى الصحف الحكومية (هموطن ـ 30 سبتمبر) المأزق الذي وقع فيه خامنئي بهذا الشكل: “اليوم، بينما تُطرح مناقشات دعائية حول إرسال القوات إلى لبنان والمشاركة في الحرب، يجب أن نلاحظ أن إيران 2024 تختلف عن إيران في العقود السابقة. ذلك النموذج من الحضور الخارجي مثل الحرب ضد داعش لم يعد يحظى بدعم الرأي العام كما كان في السابق. والتنافس التكنولوجي أيضًا لن يكون في مصلحة إيران. في مثل هذه الظروف، يجب الانتظار لنرى ما الذي سيقرره الحكام. المسار الثالث، الذي هو طريق الدبلوماسية والمفاوضات والتسوية مع الغرب بشأن مسألة إسرائيل، أصعب من الحرب المباشرة. المستقبل غامض للغاية”.