موقع المجلس:
شهدت المدن الإيرانیة يوم الثلاثاء 10 سبتمبر، موجة جديدة من الاحتجاجات التي شملت عدة قطاعات حيوية في البلاد، على رأسها قطاع النفط والغاز، إلى جانب تحركات للمعلمين في مختلف المحافظات. وتأتي هذه التحركات استكمالاً للاحتجاجات التي اندلعت في الأيام السابقة، وتزايدت وتيرتها نتيجة تجاهل الحكومة لمطالب العمال والموظفين في مختلف القطاعات.
وتستمر الاحتجاجات في قطاع النفط والغاز بوتيرة متصاعدة، حيث شهدت عدة مصافي تابعة لشركة “پارس جنوبی” في بوشهر، مثل مصافي الغاز في الموقعين الأول والثالث والخامس وحتى الموقع الثاني عشر، تجمعات ووقفات احتجاجية.
عمال هذه المصافي، بمن فيهم العاملون في الأقسام غير الرسمية والمقاولين، دخلوا في اعتصام مستمر لمدة ستة أسابيع احتجاجًا على تجاهل الحكومة والشركات لمطالبهم بتحسين أوضاعهم المعيشية. رفع العمال شعارات تدعو إلى “الحقوق العادلة” كحق أساسي لهم، معبرين عن غضبهم من عدم تحسين أجورهم وظروف عملهم.
وفي منطقة كنکان، استمر العمال الرسميون وغير الرسميين في الشركة بتنظيم اعتصاماتهم في المنصات الأربعين لشركة نفط وغاز پارس، بالإضافة إلى تظاهرات في مصفاة “فجر جم” بجنوب البلاد. وردد المتظاهرون شعارات تطالب الحكومة بإصلاحات فورية وبتنفيذ وعودها السابقة التي لم تتحقق، والتي كانت تتعلق بتحسين الأجور وظروف العمل.
احتجاجات المعلمين والقوى العاملة التعليمية
ولم تقتصر الاحتجاجات على قطاع النفط والغاز فقط، بل امتدت لتشمل قطاع التعليم، حيث نظم المعلمون العاملون والمتقاعدون احتجاجات في محافظات كرمانشاه وهمدان وطهران. وفي كرمانشاه، تجمع المعلمون في الشوارع مرددين شعارات تندد بتدهور أوضاعهم المعيشية وبتجاهل الحكومة لمطالبهم المستمرة.
وهتف المتظاهرون بشعار “ننگ ما، ننگ ما، صدا و سیمای ما”،عارنا، عارنا، إعلامنا الوطني”
هذا الشعار هو تعبير عن استياء الشعب الإيراني من أداء وسائل الإعلام الوطنية، وبالأخص مؤسسة “صدا و سیما”، وهي هيئة البث الرسمية في إيران. الشعار يُظهر أن المحتجين يعتبرون أن أداء هذه المؤسسة الإعلامية مخجل ووصمة عار، لأنها لا تغطي مشاكلهم ولا تعكس الواقع الذي يعيشونه، بل تتجاهل القضايا الأساسية التي تهمهم، وخاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد.
وفي طهران، احتشدت قوات الخدمات التعليمية أمام وزارة التربية والتعليم، مطالبين بتحسين أجورهم وحل المشكلات الإدارية التي يواجهونها. ورفع المحتجون شعارات مثل “”إذا لم تُحل مشكلتنا، ستُغلق المدرسة.”هذا الشعار يعكس تهديد المتظاهرين بتعطيل المدارس في حال عدم تلبية مطالبهم، وهو يُظهر إصرارهم على حل مشاكلهم المتعلقة بالظروف المعيشية أو المهنية.
وأما في همدان، فقد تجمع المعلمون المتقاعدون أمام مكتب ممثلهم البرلماني احتجاجًا على عدم تنفيذ سياسات التقاعد والعدالة في الأجور. هذه الاحتجاجات تعكس أزمة كبيرة يعاني منها قطاع التعليم، والذي شهد أيضًا تحركات احتجاجية متكررة خلال الأشهر الماضية.
تأتي هذه الاحتجاجات في ظل وضع اقتصادي متردٍّ في إيران، حيث تتزايد معدلات التضخم وتتفاقم الأزمات المالية التي تؤثر على كافة قطاعات المجتمع. يرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات تعكس حالة السخط المتزايد بين طبقات واسعة من المجتمع الإيراني، خاصة مع غياب أي استجابة فعلية من قبل الحكومة لتحسين الأوضاع المعيشية. ويدور الحديث الآن عن إمكانية تصاعد الاحتجاجات في الفترة المقبلة إذا لم تتخذ الحكومة خطوات جادة لمعالجة هذه الأزمات.
المظاهرات الحالية في قطاعي النفط والتعليم تعتبر إشارة واضحة إلى أن المجتمع الإيراني يقف على حافة المزيد من التوترات الاجتماعية، في حال استمرار تجاهل الحكومة لمطالبهم الاقتصادية والمعيشية.