حدیث الیوم:
موقع المجلس:
کشفت الرسالة الموجة إلى مخبر،عن سم التصدع على قمة السلطة في نظام الایراني. خلال هذه الرسالة لقد أصدر بزشكيان أوامر تحت ترويسة “الرئيس المنتخب”، طالباً أنه حتى إنشاء حكومته الخاصة، لا يحق لأي من الوزارات أو المؤسسات الحكومية توقيع عقود جديدة أو توظيف أشخاص جدد أو تحمل التزامات ذات أعباء مالية.
وکل هذا الصدع یحدث فیما لم يمر سوى بضعة أيام على خروج مسعود بزشكيان من صندوق الاقتراع ولم يجلس بعد على كرسي الرئاسة، حتى ظهر الصدع والانقسام الناجم عن هذا الحدث في منظومة ولاية الفقيه في المراسلات الإدارية الأولى لبزشكيان.
صدم خصوم بزشكيان بهذا الإجراء، واصفين رسالته بأنها “غريبة” و”ثغرة في المراسلات الإدارية الأولى”. وكتبوا: “تظهر هذه الرسالة أنه ليس على دراية بأساسيات إدارة البلاد، لأن “الرئيس المنتخب” لا يتمتع بوضع قانوني وسلطة قانونية حتى يتم تنصيبه…”.
كما دخل المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الرجعي إلى المشهد في محاولة لإجبار “الرئيس المنتخب” على عدم الخروج من حدوده. من ناحية أخرى، يشكو المحيطون ببزشكيان من أن الحكومة التي خلفها إبراهيم رئيسي تسارع إلى وضع بيادقها على مختلف مستويات الحكومة وتسلم الشركات الكبيرة المملوكة للدولة لهذا وذاك من خلال تحويلات غير تقليدية، بهدف جر حكومة بزشكيان إلى مالا يحمد عقباه.
أعلن سعيد جليلي في كلمة له أنه أخبر بزشكيان في اجتماع أنه يشعر بأنه ملزم بمساعدته، لكنه فهم معنى “المساعدة” على النحو التالي: “إذا استمر العمل بشكل ناقص في مكان ما، فهذا لا يؤخذ في الاعتبار. نحن نعتبر أنه من واجبنا أن نحيط علماً، ولا سمح الله، إذا رأينا أن هناك خطأ ما، فندخل بقوة للمساعدة في تصحيح هذا الخطأ”.
بهذه الطريقة، أدى دخول بزشكيان في التسلسل الهرمي للسلطة إلى خلق توتر واضطراب واسع النطاق في ديكتاتورية ولاية الفقيه. على الرغم من أن بزشكيان، وفقًا لبيان أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 7 يوليو، هو «بعوضة حقيرة» تكرر أنه «منصهر في القائد» ومنفذ برنامجه، فإن بروز هذه «الرسالة الغريبة» والصراع الفاضح بين الذئاب المتسلطة في النظام يدل على كيف حطم مصرع رئيسي ومقاطعات الشعب منظومة الولاية الرجعية.
الحقيقة هي أن تلاقي وتضارب مصالح عصابات ومافيات السلطة النهابة، بسبب التناقض والصراع المستعصيين في بنية نظام ولاية الفقيه الكهنوتي، والأهم من ذلك، بسبب الظروف الاجتماعية والسياسية الحساسة للغاية، والمجتمع الموشك على الانفجار، والانتفاضات المقبلة، يمكن أن يعمق الانقسامات القائمة في النظام ويفاقم التناقضات والأزمات التي تواجه خامنئي على نطاق لا يضاهى بما كان عليه الحال حتى الآن.
وفي أول موقف له بعد إعلان نتائج الجولة الثانية من الانتخابات (في 6 يوليو)، قال قائد المقاومة: “إن آثار الضربة الموجهة في دماغ الخليفة العاجز قد هزت أركان النظام، وباتت المنظومة مثقوبة من الداخل، والذئاب تمزق بعضها البعض”. ثم أضاف متذكرًا رسالته السابقة (المؤرخة في 3 يوليو): “لقد قلنا إننا نرحب بشدة بسماح خامنئي، ولو بأعمال التزوير بالملايين، للكلب الأصفر بالجلوس على كرسي الرئاسة بدلًا من ابن آوى. هذا الصدع والشرخ يتماشى مع طموحات الانتفاضة وتقطيع أوصال النظام”.