الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
عندما کانت تؤکد منظمة مجاهدي خلق الایرانیة وبصورة مستمرة على إن الاوضاع في إيران سيئة کثيرا وإن الشعب الايراني يواجه أوضاعا وخيمة لايمکن وصفها، فقد کان هناك من يتصور بأن المنظمة تناور سياسيا وتسعى من أجل کسب الرأي العام الاقليمي والعالمي الى جانبها، لکن تطورات الاحداث أثبتت للعالم کله مصداقية وواقعية تأکيدات المنظمة ومن إنها لاتعلن مواقفها جزافا ولن تسعى أبدا للمتاجرة والمزايدة على حساب الشعب الايراني کما فعل ويفعل نظام الملالي دونما إنقطاع.
التصريحات والمواقف الصادمة للقادة والمسؤولين في النظام بشأن الاوضاع المزرية في داخل إيران والتي وصلت الى حد إجبار العوائل الايرانية الى القيام ببيع ليس أعضاء أجسادهم بل وحتى فلذات أکبادهم من أجل مواجهة الاوضاع المعيشية الصعبة جدا، الى جانب تقارير أخرى عن إقامة أبناء الشعب الايراني في المقابر وفي داخل بيوت من الورق المقوى وغيرها من مظاهر الفقر والحرمان، أثبتت حقيقة ماقد دأبت المقاومة الايرانية على التشديد عليه من أن الحياة قد أصبحت في ظل هذا النظام جحيما لايطاق.
حملات الاعدامات التي تجاوزت کل الحدود والسجون التي تکتض بأضعاف طاقاتها المحددة وعمليات التعذيب الوحشية التي تجري في السجون وتزايد تنفيذ أحکام الاعدامات ولاسيما بعد الانتفاضة الوطنية الاخيرة، بالاضافة الى تصريحات رسمية إيرانية تؤکد بأن نصف الشعب الايراني يعيش تحت خط الفقر وإن هناك أعدادا کبيرة أخرى تعاني من المجاعة، ناهيك عن تصريحات أخرى تؤکد على إن هناك ملايين من العوائل المدمنة على المواد المخدرة، کل ذلك يوضح بأن الحياة قد أصبحت في إيران في ظل إستمرار نظام الملالي في إيران حياة لايمکن وصفها بالحياة التي تصلح لشعب.
الشعار المرکزي الذي رفعته المقاومة الايرانية بشأن إسقاط النظام الايراني وجعله المهمة الاکثر إلحاحا، تأکد للشعب الايراني وبصورة تامة من ضرورته القصوى خصوصا وإن النظام القائم قد شهد الشعب طوال ال 44 عاما منذ تأسيسه، مختلف أنواع الضيم والظلم والهوان وإن أوضاعه قد وصلت الى أسوء مايکون ولذلك فإن رفع شعار إسقاط النظام خلال الانتفاضات الثلاثة الاخيرة وبصورة ملفتة للنظر، کان بمثابة إعتراف واضح للشعب الايراني برؤية المقاومة الايرانية بشأن کيفية التعامل مع هذا النظام الذي أذاق الشعب کل أنواع الضيم و العذاب.
الجحيم الذي صنعه هذا النظام لشعبه منذ تأسيسه المشؤوم وحتى يومنا قد جعل الشعب الايراني يعي بأنه الضروري والمطلوب جدا عدم السکوت عليه وضرورة التصدي له ومواجهته حتى النهاية، وإن النظام ومهما فعل وقام بمحاولات ومساع مختلفة من أجل الحيلولة دون سقوطه فإنها ليس بإمکانها أبدا أن تجعل الشعب يغير من قراره القاطع بإسقاط النظام.
