بحزاني – منى سالم الجبوري:
هناك ثمة حقيقة دامغة بشأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي ذاقت وتذوق شعوب وبلدان المنطقة الويلات والمآسي منه منذ تأسيسه ولحد يومنا هذا، وبسبب من ذلك ولاسيما بعد إنکشاف دوره التآمري المشبوه في بلدان المنطقة خصوصا والعالم عموما، لم يعد بإمکانه أن يمارس المزيد من عمليات الکذب والخداع لتمرير مخططاته ومؤامراته ودسائسه، فقد بات العالم کله وبفضل المقاومة الايرانية يعلم بأن هذا النظام يستمد وجوده وبقائه من خلال تصدير التطرف والارهاب ونشر الفوضى والازمات والمشاکل في دول المنطقة، وهو يرى في عدم إستقرار الاخرين وإنعدام الامن لديهم بمثابة قوة وزخم يعينه على البقاء والاستمرار، وإننا لو نظرنا للاوضاع المتوترة وغير المستقرة في العراق
ولبنان واليمن وسوريا، فإنها وفي الحقيقة تميط اللثام عن الدور المشبوه الذي يضطلع به هذا النظام والذي هو دور معادي لآمال وتطلعات وطموحات شعوب المنطقة بما فيه الشعب الايراني ذاته.
هذا النظام ومن خلال إستغلاله للظروف والاوضاع الاقليمية والدولية وتوظيفها بطرق واساليب بالغة الخبث من أجل مصالحه الضيقة ويمکن القول بأنه نظام صاحب ألف وجه وألف قناع فهو مستعد للتعامل والاتفاق مع کل من هب ودب بشرط أن لايٶثر ذلك على أمنه وإستقراره ولايهدد مستقبله کنظام، ولذلك فإن إختلاف الاکبر کان ولايزال مع الشعب الايراني والمقاومة الايرانية لأنهما يطالبانه بحقوق لو أقر بها فإن ذلك کفيل بإنهياره وسقوطه ولعل الانتفاضة الاخيرة في 16 سبتمبر2022، والتي لازالت آثارها وتداعياتها مستمرة، قد أثبتت ذلك، وحتى إن مخططه التآمري المشبوه بإثارته الحرب في غزة
وماقد نجم عن ذلك من مآسي ومصائب وکوارث مروعة نزلت على رأس أهالي غزة المظلومين، إنما ود جاء من أجل الحد من آثار وتداعيات الانتفاضة الاخيرة ولاسيما وإنها قد حددت خطا فاصلا وجعلت من إسقاط النظام هدفها الاساسي الذي لايمکن أن تحيد عنه.
الملاحظة المهمة جدا والتي لابد للعالم عموا ودول المنطقة خصوصا أخذها بنظر الاعتبار والاهمية، إن إستمرار عملية الصراع والمواجهة الشعبية ضد النظام وإندلاع الانتفاضات الثلاثة الاخيرة بشکل خاص، هو عمل وجهد تبناه ويتبناه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وقوته الاساسية منظمة مجاهدي خلق الایرانیة،
وقد إعترف النظام بهذه الحقيقة مرارا وتکرارا، ومن هنا فإن الاعتراف بالمقاومة الايرانية يعتبر اليوم ضرورة إقليمية ودولية وهو أمر يصب في خدمة السلام والامن والاستقرار، لأنه کفيل بإزاحة شبح التهديد المستمر لدول المنطقة والعالم والمتمثل بالنظام الايراني، وان هذا النظام القمعي الذي خلق وإفتعل المشاکل والازمات والفتن لمختلف دول العالم لايمکن حسم مصيره إلا من خلال الشعب الايراني ومقاومته الوطنية فهما الکفيلان بوضع النقاط على الحروف وبغير ذلك فإن الخطر يبقى قائما ويهدد أمن وسلام وإستقرار المنطقة والعالم وبالاضافة الى کل ذلك فإنه کان و سيبقى السبيل الوحيد الاکثر و الاقوى تأثيرا وفعالية في کبح جماح النفوذ الايراني في المنطقة وإشعارها من أن هناك خط وسياق سياسي في المنطقة والعالم ازاء الخط والسياق المشبوه الذي يتبعه النظام الايراني لحد يومنا هذا.