الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
لم يتخوف قادة النظام الايراني وفي مقدمتهم خامنئي من أي تجمع سنوي عام للمقاومة الايرانية کما کان الحال معهم مع التجمع السنوي العام الخاص بهذه السنة والذي تم عقده في أواخر يونيو وبداية يوليو المنصرمين وکذلك لم يصبه الرعب من أية إنتفاضة کما حدث مع إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي إستمرت لأکثر من 6 أشهر ولازالت کالجمر تحت الرماد مستعرة، والسبب في ذلك إن هذا المٶتمر وکذلك هذه الانتفاضة قد رکزا على قضية البديل الديمقراطي والتغيير في إيران وخصوصا إقامة الجمهورية الديمقراطية، والذي هو غاية الهدف الاکبر لللشعب الايراني الذي ضاق ذرعا بهذا النظام ولم يعد يطيقه ولأن النظام لاحظ جيدا الى أي حد قد حقق هذا المٶتمر نجاح ساحق وکيف إنه قد تمخض عنه الانتفاضة الشعبية غير العادية في سبتمبر الماضي، وذلك ماجعل النظام في حالة ووضع لم يسبق له وإن واجهه ولاسيما من حيث التناغم بين الشعب وبين المقاومة الايرانية، ولذلك فإن النظام يعيش حالة رعب لامثيل لها ويعمل کل مابوسعه من أجل الحيلولة دون ذلك عبثا ودون طائل.
البديل الديمقراطي المجسد لآمال الشعب الايراني والمعبر عن إرادته الحرة الابية، هو وبمعرفة ومبارکة العالم کله، المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، الذي أبلى بلاءا حسنا في نضاله المرير من أجل إسقاط هذا النظام الذي ليس سوى کابوس مخيم على الشعب، وهو”أي المجلس”، يقف على بعد خطوات من الانتصار الاکبر الذي ينتظره بإسقاط النظام وإستلام زمام الامور ظافرا في إيران، بل وإن إقرار معظم الاوساط والمحافل الدولية من إن المقاومة الايرانية صارت تشکل رقما صعبا في المعادلة السياسية الايرانية وليس بوسع أحد تجاهله أبدا صار أشبه مايکون بالامر الواقع.
النظام الاستبدادي الذي صادر الثورة الايرانية وحرفها عن مسارها الاصلي وجعلها ذات صبغة دينية بائسة، لم يقف من أعد بوجهها بقوة وحزم قاطع کما فعلت المقاومة الايرانية التي ظلت تواصل نضالها من خلال نشاطاتها وتحرکاتها واسعة النطاق على مختلف الاصعدة بحيث أثارت وتثير فخر وإعجاب وإعتزاز ليس الشعب الايراني فقط فحسب وانما جميع القوى المحبة للخير والحرية والسلام، ولذلك فإن تزايد ليس الحديث بل والثقة الکبيرة به کمنقذ للشعب الايراني من محنته الحالية وقيادته نحو مستقبل زاهر.
أکثر شئ يٶلم النظام ويرعبه الى أبعد حد هو إنه لايستطيع أبدا من الوقوف بوجه هذا المد العارم مهما بذل من جهد ومساعي فقد صار کالقدر الذي لامناص منه أبدا وإن الشعب الايراني يعد الايام من أجل أن يشهد نهاية هذا النظام، خصوصا بعد أن فقد الکثير من مقومات البقاء والاستمرار حتى إنه لم الملفت للنظر کثيرا أن يبادر النظام الى القيام بمغامرة مجنونة بإشعال نار الحرب الدموية في غزة من أجل مواجهة خطر السقوط الذي يحدق بالنظام ولکن هيهات أن يفلح هذا النظام المخادع في هدفه المشبوه هذا ولاسيما وإن النشاطات المضادة له قد تزايدت مع إشعاله لنار هذه الحرب وکأنه دليل ورسالة للعالم ببراءة الشعب الايراني من هذه الجريمة التي أرتکبها النظام في سبيل خلاصه من المصير الاسود الذي ينتظره.