الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
لم يکن التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية لهذه السنة، کالتجمعات السنوية السابقة، بل إنها کانت وبحق حالة نادرة وفريدة من نوعها، خصوصا وإنها قد إنعقدت بعد مواجهة ومساجلة سياسية غير إعتيادية بين نظام الملالي من جهة وبين المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من جهة أخرى، حيث إستخدم فيها النظام أقصى مافي وسعه من أجل منع إقامة تجمع هذه السنة.
حضور شخصية بحجم مرشح لإنتخابات الرئاسة الامريکية في العام 2024، والمتمثل بمايك بنس، ومواقف الحدية الواضحة لصالح المقاومة الايرانية، بالاضافة الى حضور عدد کبير من الشخصيات السياسية الاخرى التي أجمعت کلها على دعم وتإييد نضال المقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام وإعتبارها البديل الاساسي للنظام، الى جانب إن ذلك قد تزامن مع إعلان أغلبية 26 برلمانا في سائر أرجاء العالم عن دعمه وتإييده لخطة مريم رجوي ذات النقاط العشرة کخارطة طريق لإيران مابعد نظام الملالي، ناهيك عن إن العشرات من الذين نالوا جائزة نوبل أعلنوا تإييدهم لنضال المقاومة الايراني من أجل الحرية وکذلك لخطة مريم رجوي، کل ذلك أثبت وبصورة واضحة جدا من إن المقاومة الايرانية قد حطمت تلك الزاوية الافتراضية الضيقة للنظام وباتت کحالة أمر واقع تفرض نفسها کواحد من أهم مکونات المعادلة السياسية القائمة في إيران.
الحلم البائس للنظام بالقضاء على المقاومة الايرانية أو على الاقل تهميشها، وبعد الذي جرى خلال الايام القليلة الماضية، والذي يأتي في سياق 44 عاما من الصراع والمواجهة الضارية المستمرة بين الطرفين، قد أثبت إن هذا النظام يدور في حلقة مفرغة أو إنه حبيس أحلام يقظة لاتکاد تفارقه، والمشکلة إن هذا النظام لاينظر لما يحدث ويجري على أرض الواقع والى إن کل مايسعى من أجله ليس لم يتحقق بل وحتى إن العکس تماما هو الذي حصل.
إجراء مقارنة بسيطة بين وضع ومکانة نظام الملالي في داخل وخارج إيران وبين وضع ومکانة المقاومة الايرانية في داخل وخارج إيران، فإن الذي يبدو واضحا وجليا هو إن النظام الايراني في أسوء أوضاعه وحالاته وهذه حقيقة دامغة ليس تحدث بها المشارکين في التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية فقط، بل وحتى مسٶولين من داخل النظام نفسه، وعلى الجانب الآخر، فإن المقاومة الايرانية في أفضل حالاتها وحتى إنه قد أصبح هناك إجماعا دوليا ملفتا للنظر بإعتبارها البديل الجاهز للنظام، کما إن الاوضاع في داخل إيران، کلها تميل وتترجح لصالح المقاومة الايرانية، ومن هنا فإن سعي النظام من أجل القضاء على المقاومة الايرانية وإقصائها قد أصبحت قضية خارج سيطرته تماما!
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.