صوت کوردستان – محمد حسين المياحي:
هناك سعي حثيث ومتواصل يحاول القادة والمسٶولون في النظام الايراني وفي مقدمتهم خامنئي من خلاله الإيحاء لبلدان المنطقة والعالم من إن نظامهم لايريد إنتاج القنبلة النووية وإنه يريد أن يعمل بکل جد من أجل العمل مع بلدان المنطقة على ضمان أمن وإستقرار المنطقة.
هذا السعي يتزامن مع محاولات غزل سرية لکنها مفضوحة مع البلدان الغربية وبشکل خاص مع الولايات المتحدة الامريکية، ويهدف قادة النظام من وراء هذا المسعى الى کسب ثقة البلدان الغربية بخصوص مصداقية نواياهم”الحميدة” بعدم السعي من أجل إنتاج القنبلة النووية.
ونحن نشهد هذه المساعي الايرانية الحثيثة، فإن هناك ثمة ملاحظة مهمة تتعلق بهذه المساعي ويجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية، وهي إن النظام الايراني يرکن الى التفاوض عندما تتقطع به السبل وتقل أو تنعدم خياراته، وحتى إننا عندما نستذکر المفاوضات التي خاضها هذا النظام مع مجموعة 5+1 والتي نجمت عن الاتفاق النووي في عام 2015، فإن أوضاعه تکون سيئة وتکون هناك تهديدات ومخاطر محدقة به، وإن الفترة التي سبقت الاتفاق النووي المذکور، قد وصلت فيها الاوضاع المختلفة للنظام داخليا وخارجيا الى أسوء مايکون وکان النظام يتخوف من الاحتمالات السلبية التي کانت تنتظره، وحتى إنه عندما قام بالتوقيع على الاتفاق النووي بعد سلسلة مهاترات وتهديدات”ماسخة”و”مفضوحة”، فإن زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، صرحت بأن المجتمع الدولي کان عليه أن يضغط أکثر لأن النظام کان في وضع يضطر فيه للقبول مجبرا بکل مايملى عليه وإن النتيجة لم تکن في المستوى المطلوب.
واليوم، ولاسيما عشية إنتفاضة 16 سبتمبر 2022، التي إستمرت لمدة 6 أشهر، وفي ظل الاوضاع المزرية للنظام وتزايد الرفض الشعبي ضده والعزم والتصميم على إسقاطه، خصوصا وإن الانتفاضة شهدت نشاطات نوعية أرعبت النظام الى جانب إن العزلة الدولية التي کانت هي الاخرى تزيد من وخامة أوضاع النظام وتجعله في موقف محرج جدا، کل هذا هو الذي دفع بقادة النظام الى الى مسعاهم هذا بإستجدائهم البلدان الغربية وخصوصا الولايات المتحدة من أجل العودة الى طاولة المفاوضات، وذلك من أجل کسب المجتمع الدولي مرة أخرى والإيحاء للشعب الايراني بأن العالم يقف الى جانبهم ويرى فيهم نظاما مقبولا وإن على الشعب الاعتراف بهم کأمر واقع!
التأريخ وإن کان يکرر نفسه لکن هناك ثمة حقيقة بالغة الاهمية وهي إن النتائج النهائية لن تکون في النهايات ذاتها، وإن جرة النظام التي سلمت من الانکسار على أثر مفاوضات الاتفاق النووي للعام 2015، لايوجد أي ضمان لها من الانکسار هذه المرة، مع ضرورة التأکيد أيضا على إن هذا النظام لا ولن يتخلى عن مساعيه من أجل صناعة القنبلة النووية!