حدیث الیوم:
موقع المجلس:
بعد ما دفعت حركات التقاضي والانتفاضات المتتالیة و المتواصلة خامنئي الى خيار تنصيب رئيسي عبر صندوق شعوذة الانتخابات، لكن التطورات اللاحقة اثبتت خطأ رهانات الولي الفقيه على تجنب الهزة التي تنهي نظامه، وهيجت الفوالق، منذرة بالزلزال الذي يطيح بالملالي، ويفتح صفحة جديدة من تاريخ البلاد .
و بعد ما سلک ابراهیم رئیسي طریق الکذب و الشعوذة و الادعاء بحل تجاوز المأزق الاقتصادي الذي یمر بهي النظام، يصعب تصديق مزاعم ابراهيم رئيسي بتعويض عجز الموازنة دون الاقتراض من البنك المركزي، السيطرة على نمو السيولة، الزيادة الكبيرة في الإنتاج، ضمان الأمن الغذائي للناس، توريد السلع الأساسية في الوقت المناسب، وتحطيم الرقم القياسي في التجارة الخارجية.
أطلق هذه التصريحات خلال رحلته إلى محافظة أذربيجان الشرقية يوم الخميس الماضي وتتطلب استحالة تخيلها التوقف عند “الوقاحة” المتأصلة في نظام ولاية الفقيه.
ذهبت تصريحات رئيسي الى ابعد من ذلك، مستندة الى ادعاءات خامنئي باستقرار اقتصاد البلاد، وعدم وجود مشكلة غير قابلة للحل، في الوقت الذي تتحدث وسائل الإعلام الخاصة بالنظام عن وصول شدة الفقر إلى حد بيع الأطفال في إيران، بدء من اللاشيء إلى 350 مليون تومان في جميع المدن.
يعرف رئيسي أن هذه الادعاءات تزيد من غضب واستياء الذين تمت مصادرة حقوقهم، لكنه هربا من الانهيار الاقتصادي والتضخم غير المسبوق يختلق أرقاما كاذبة في الاقتصاد، يخلق توقعات تضخم من قبل الأعداء، ويصف الفقر والجوع والبحث في القمامة والتشرد والموائد الفارغة بالشائعات.
لا داعي للكشف عن حجم الكارثة من قبل اعداء النظام، لأن وكلاءه وخبراءه ووسائل اعلامه يدقون ناقوس الخطر، ويضطرون إلى الاعتراف بفشل إبراهيم رئيسي ومأزقه، حيث يشير الرئيس السابق للبنك المركزي عبدالناصر همتي، بسخرية لارتفاع أسعار ايجارات المساكن رغم الوعد ببناء 4 ملايين وحدة سكنية، يكتب رئيسي عن وضع الإيجارات، يعترف موقع أفتاب نيوز بزيادة قدرها 950٪ في أسعار المساكن في طهران، فيما يضطر مركز الأبحاث التابع لمجلس الشورى إلى الاعتراف بأن متوسط سعر المتر المربع للوحدة السكنية في طهران، من كانون الأول 2017 إلى كانون الأول 2022، ارتفع من 5 ملايين و 88 ألف تومان إلى 48 مليون و 73 ألف تومان .
رغم التلاعب بالأرقام والإحصائيات يضطر مركز الإحصاء التابع للنظام للاعتراف بتضخم سنوي في المواد الغذائية يقترب من 80٪، تظهر الارقام أن إيران أصبحت واحدة من 5 دول لديها أسوأ معدل تضخم في العالم، تكتب صحيفة جهان صنعت عن اسعار المواد الغذائية والمشروبات منذ العام الماضي عندما أزالت حكومة إبراهيم رئيسي العملة المفضلة تحت اسم” الجراحة الاقتصادية ” التي تسببت في انخفاض كمية مشتريات الناس من المواد الغذائية ما بين 30 و 35٪ في أبريل من هذا العام مقارنة بالعام الماضي وتقلص مائدة الإيرانيين، يتحدث رئيس اتحاد الضأن الحكومي عن خفض استهلاك اللحوم الحمراء بنسبة 30٪ بسبب السعر المرتفع، وتضطر وكالة أنباء الحرس للاعتراف بأن حكومة رئيسي ومن أجل استقرار الأسعار وسرقة المواطنين لجأت الى خفض المعروض من الدجاج.
يواصل ربيب خامنئي، رغم كل هذه المظاهر، ادعاءاته باستقرار اقتصاد البلاد، مما يدلل على عمق ازمته، ووصوله الى طريق مسدود، يريد صب النار على غضب الناس بالاكاذيب والادعاءات، التي ترش الملح على جراح المظلومين، لكنه في المقابل يصب البنزين على نار تزداد اشتعالا يوما بعد يوم وجمر يتوهج تحت الرماد.