الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
يواصل قادة النظام الايراني تصريحاتهم غير العادية المحشوة بالکذب والخداع وقلب الحقائق ولايکاد المتابعين للشأن الايراني أن يفرغوا من تصريح من هذا النوع حتى يتفاجئون بتصريح آخر يتفوق على الذي سبقه، حتى يخال المرء إن هناك ثمة تسابق بين قادة النظام على إطلاق هکذا تصريح، ولاريب من إن التصريح الاخير الذي أطلقه رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني محمد باقر قاليباف، قد کان الاکثر من نوعه لفتا للإنتباه حتى إنه قد تفوق على خامنئي ورئيسي المختصان بهکذا نوع من التصريحات.
قبل أن نذکر تصريح قاليباف ونتحدث عنه، فإننا نجد من الضروري ومن أجل فهم عمق مضمون هذا التصريح، أن نلفت الانظار الى الاوضاع الحالية السائدة في إيران في ظل هذا النظام، والتي وضحها تصريح رحيم ممبيني، نائب تنظيم البرنامج والميزانية، عندما شرح أبعاد الافلاس الاقتصادي بقوله ان عجز الموازنة الفعلي بلغ نحو 794 ألف مليار تومان في العام الماضي مشيرا الى ظهور أحد جوانب هذا الإفلاس في نقص الخبز في المدن. ولعل اكثر ما كان مثيرا للقلق في تصريحات ممبيني نسبة انخفاض طحين الخبازين التي وصلت الى ما بين “50 إلى 60٪ .
وقبل هذا التصريح الصادم، کان هناك تصريح لسجاد بادام، المدير العام للتأمينات الاجتماعية والذي کلفه منصبه بأمر من ابراهيم رئيسي قال فيه؛ إن الاوضاع قد وصلت الى “نقطة يتعين علينا فيها بيع جزيرتي قشم وكيش ومحافظة خوزستان لدفع رواتب المتقاعدين” وتأکيده على إنه حتى لو تم رفع العقوبات الدولية وتم بيع 3 ملايين برميل من النفط من دون عقوبات، فإن ذلك لن يحل أزمة النظام العويصة.
بعد هذين التصريحين اللذين جاءا على أثر إنتفاضة سبتمبر2022، التي إستمرت لستة أشهر، حيث إن صورة النظام البائسة تبدو واضحة جدا للعيان من مختلف النواحي، يخرج علينا قاليباف بتصريح فريد من نوعه زعم فيه وبالحرف الواحد بأن” الايمان بشعار “اننا قادرون” وتحقيقه على ارض الواقع قد جعل الجمهورية الاسلامية الايرانية ضمن القوى العشر الاولى في العالم.”! هکذا إذن وبجرة لسان، جعل قاليباف نظامه في مصاف “القوى العشر الاولى في العالم”، ولاندري ماهي أوجه المقارنة التي إستند عليها قاليباف ليخرج بهکذا إستنتاج فضائي!
هل يمکن لنا مثلا أن نقارن بين أوضاع بلد کاليابان أو الصين أو ألمنيا وبين أوضاع النظام الايراني ونعتبرها متطابقة أو شبيهة ببعضها بحيث تجعله في مصاف تلك الدول؟ بطبيعة الحال، إن قاليباف الذي يتحدث بهکذا زهو وتفاخر متمادي من کل النواحي، يتناسى بأن في المجلس الذي يرأسه تتصاعد الاصوات في کل جلسة محذرة من الاوضاع بالغة السوء والتي تکاد أن تصل الى حد إنفجار الاوضاع، وبطبيعة الحال فإن هکذا تصريح لنظام وصل الى عتبة الافلاس وعدم تمکنه من توفير الخبز للشعب والسيطرة على الاوضاع، لايمکن وصفه إلا بنکتة بايخة وبايخة بإمتياز!