یحزاني – منى سالم الجبوري:
أکثر شئ يمکن ملاحظته بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، والتي عصفت بالنظام وهزته بکل عنف، هو إنه قد وصل الى منعطف وطريق مسدود ويتلوى في داخل دائرة محاطة بالازمات ولامخرج منها أبدا، فهو يواجه واحدا من أصعب الاوضاع وأکثرها تعقيدا ولم يکن في أي وقت من الاوقات ضعيفا ومعزولا ومکروها الى هذه الدرجة، والذي يظهر جليا إن هذا النظام وبعد أن قام بصرف جنوني لثروات الشعب الايراني على مجالات وأمور تخدم کلها مصالحه الضيقة، وبعد أن تمادى في ممارساته القمعية التعسفية بحق الشعب الايراني وفي إنتهاکات حقوق الانسان، وفي تصدير التطرف والارهاب والتدخلات في بلدان المنطقة وکل ذلك من أجل أن يستمر واقفا على قدميه وممسکا بزمام الامور، غير إنه وبحسب آراء ووجهات نظر المعنيين بالشأن الايراني، فإنه قد وصل الى نهاية الخط أو المحطة الاخيرة التي لاسفر أو حرکة من بعدها.
هذه المحطة التي إنتهى إليها بعد الانتفاضة الاخيرة، أجبرت رغما عنه في أن يقوم بمغازلة بلدان المنطقة والعالم من أجل إيجاد ثمة طريق وسبيل لتفادي ماينتظره من إنهيار وشيك لکنه والى جانب هذا لايزال يمضي قدما من أجل إمتلاك أسلحة الدمار الشامل وتطوير الصواريخ الباليستية، فهو يتصور دائما بأن بابه ومنفذه الوحيد للتخلص من أزماته ومشاکله هو في صنع المشاکل وتأزيم الاوضاع والامور وإنه حاليا في غمرة ذلك ولکن، هل يمکن أن يتوفق کما خدمته الاوضاع والظروف من جهة وسياسة المهادنة والمسايرة الغربية من جهة أخرى؟ ليس هناك من أحد من المحللين والمراقبين السياسيين أن يجزم بذلك، بل وحتى إن القادة والمسٶولين في النظام نفسه صاروا يتخوفون من المستقبل المجهول الذي ينتظرهم، وهاهو مسٶولين في النظام يعترفون بعمق الازمة الخانقة التي إنتهى إليها النظام بعد إنتفاضة سبتمبر2022، وإن ماقد إعترف به عضو مجلس الشورى الملالي مسعود بزشكيان خلال جلسة البرلمان ان اصوات الناس تتعالى و”يجب أن نسمعها في البرلمان، بدلا من مطالبتهم بعدم الخروج إلى الشوارع، و سجنهم، وخلق المزيد من المشاكل”، کذلك تعليق نجل الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني على”خطة التنمية” المزعومة لرئيسي بقوله”بدلا من التنمية، يجب أن نكون حريصين على ألا تسقط الثورة” قد أزاح الستار عن الواقع المزري للنظام وکشف عن حقيقة إنه يسير في طريق لانهاية له سوى الهاوية.
لم يعد بإمکان النظام ممارسة الکذب والخداع وإظهار نفسه بموقف القوة ومن إن الامور والاوضاع تسير لصالحه، خصوصا وإن مشاعر الرفض والکراهية للنظام مستمرة کما إن نشاطات وحدات المقاومة والاحتجاجات الشعبية لازالت مستمرة هي الاخرى، وإن تمکن مجموعة”الانتفاضة حتى إسقاط النظام” من الاستيلاء على الشبكة الداخلية المحمية للغاية لإبراهيم رئيسي، هي في حد ذاتها بمثابة رسالة ذات مغزى من إن النظام ليس إلا مجرد نمر من ورق ومن إنه يسير فعلا بإتجاه هاوية السقوط!