25 مایو 1972- ملحمة استشهاد مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
موقع المجلس :
اضحی یوم 25 مایو 1972، للمقاومة الایرانیة و علی رأسها منظمة مجاهدي خلق الایرانیة، هو المؤشر الأساسي والكلمة التي لا تمثل فقط سرّ بقاء المنظمة واستمراريتها طوال تاريخها الممتد على مدار 54 عامًا، ولكنها كانت وستكون أيضًا العنوان التوجيهي لحركة المنظمة من البداية إلى اليوم وفي المستقبل .
یوم 25 مایو 1972، الذي أعدم فيه سفاحو الشاه مؤسسي منظمة مجاهدي خلق “محمد حنيف نجاد” و”سعيد محسن” وعلي أصغر بديع زادكان” واثنين من أعضاء اللجنة المركزية “محمود عسكري زاده” ورسول مشكين فام” إلى فرق الإعدام في ميدان جيتكر للرمي. هؤلاء الشهداء هم تمردوا في المحاكم العسكرية على نظام الشاه المناهض للشعب ودافعوا بشكل كامل عن الفكر الثوري ومُثل الحرية للشعب الإيراني.
25 مايو 1972 – استشهاد محمد حنيف نجاد وبديع زادكان وسعيد محسن وعسكري زاده ومشكين فام.
25 مايو 1972 – البداية أم النهاية؟
في حالة كانت فيها آفاق المستقبل كلها مظلمة وقاتمة، وضعوا كيانهم بالكامل وحياتهم على طبق الإخلاص للشعب. فيما كان الشاه في ذروة قوته، يمهد الاحتفالات الملكية التي بمناسبة مرور 2500 عام على الشاهنشاهية في إيران بحضور 69 ملكًا وأمراءً وملكة ورئيساً ورئيساً للوزراء. وفي الوقت الذي سميت إيران بجزيرة الاستقرار، وكان شاه إيران قد تولى رسمياً وبدعم من القوى العظمى دور شرطي المنطقة.
في هذا الجانب، مع ذلك.لم يكن اختيار لمؤسسي وأعضاء مركزية المنظمة سوى الاستشهاد.
وهذا هو الجواب للبقاء، والدوام وهو جواب لا ينتهي أبدًا.
25 مايو 1972 – محمد حنيف نجاد – معنى التضحية
25 مايو – التضحية ضد الفناء!
كانت نظرية التضحية هي الجواب الرئيسي لقضية بقاء واستدامة المنظمة. ربما كانت الإجابة النظرية لمسألة بقاء المنظمة في ذلك الوقت مهمة صعبة، لكن بعد 6 سنوات من 25 مايو، رأينا كيف، وفقًا لاية الله محمود طالقاني، نشأت فيضانات من دمائهم وحدث حدث لم يكن تخيله حتى في آفاق رؤية الثلاثين عامًا المقبلة. لقد تحقق سقوط ديكتاتورية الشاه أمام أعين كثير من الشهود المذهولين! بقي تنظيم مجاهدي خلق ديناميكياً ومستقراً رغم الجنازات التي أقامها العدو وبعض السياسيين المتقاعدين، وانتهى حكم الشاه بعد أقل من سبع سنوات.
محمد حنيف نجاد ورؤية حماسية
وكل هذه بوادر للرؤية الحماسية التي رآها محمد حنيف نجاد في مرآة اليقين وفي المذكرة التي كتبها لأصحابه المتبقين في السجن وأرسلها بتوقيعه وتوقيع سعيد محسن قال: “كونوا أقوياء القلوب فالله لا يزال معنا. نفس القوة العظيمة التي أوصلتنا إلى هذه النقطة قادرة على الحفاظ علينا وحمايتنا في رعايته وحمايته. و لا يحرمنا من أي نعمة، وبإذنه يمكنه أن يجعلنا أعلى من هذا الوضع…”.
هذا هو الموقف المحض والتوحيد والنظرة الخالصة لمحمد حنيف نجاد.
يقول أنه منذ بداية العمل، كانت هناك “قوة كبيرة” أوصلتنا إلى هذه النقطة، نفس “القوة” لا تزال قادرة على “حمايتنا” ولا تحرمنا من أي نعمة، ولا يزال بإمكانها إيصالنا أعلى من هذا الوضع. يا ترى في أي “ذروة” وقف محمد حنيف نجاد في تلك اللحظة عندما رأى قمما أعلى ؟! ولا شك أنه كان على يقين تام من أن البذرة التي زرعها – بلغة القرآن – “نفس الشجرة الطيبة” في المستقبل، وفي كل مرحلة، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
طائر الفينيق على شكل جماعي
من خلال البحث في موضوع “التضحية، ضد الفناء”، يمكننا تعريفه في موضوعه الاجتماعي:
لقد ضحى مؤسسو المنظمة بحياتهم، ولم يموتوا، لكنهم عاشوا في منظمة وقضية. هذا هو المكان الذي تتحقق فيه أسطورة طائر الفينيق على شكل جماعي:
“التضحية تعني البقاء في المجتمع وفي المثل الأعلى“.
وبالفعل، لولا تلك التضحية اللامتناهية في 25 مايو وإذا لم يكن المجاهدون أقوياء وصامدين في جمعهم وكيانهم، لكانوا قد تم تدميرهم عدة مرات حتى الآن، ولهذا تقول مريم رجوي:
“فما سر إصرار هذا الجيل واعتزازه في مواجهة هذه الاختبارات؟ في رأيي، نشأت في 25 مايو 1972 وقيادة مسعود التي ولدت من هناك”.
25 مايو 1972، رسالة الدوام والخلاص والنمو
يمكن فهم أهمية التضحية الكبيرة للمؤسسين جيدًا عندما يكون لدينا بعض الالمام بالجو السياسي لإيران في ذلك الوقت. بعد خيانات حزب توده وقادته لمصدق عام 1953، خيم البلاد جو اليأس والتقاعس عن العمل. خلال سنوات التأسيس والتطوير الهيكلي للتنظيم، أي بين عامي 1962 و 1969، كان المشهد الاجتماعي السياسي في إيران مليئًا باليأس والركود والتقاعس عن العمل. بدا أن كل شيء قد انتهى، ولم يكن هناك أدنى بصيص من الأمل حتى في نهاية النفق. إن من يسمون بمناضلي الأمس إما اتخذوا طريق العيش بعافية وكانوا يبحثون عن الازدهار في السوق والتجارة والصناعة، أو أنهم سقطوا تمامًا في هاوية الخيانة.
من وجهة النظر الدولية، كانت ألاعييب الشاه مكملة لسياساته المحلية. وسلم امتياز صهر الحديد إلى الاتحاد السوفيتي، ومصنع الجرارات إلى رومانيا، ومصنع الآلات لتشيكوسلوفاكيا، وما إلى ذلك إلى دول الكتلة الشرقية. نفس العقود والعلاقات التي كانت تبرر موافقة فلول حزب توده على توجهات إيجابية في السياسة الخارجية للنظام التابع للشاه.
وقال مسعود رجوي قائد المقاومة الإيراني في 25 مايو 1994 – في شرح اهمية اختيار المؤسسين ومعنى ذكرى يوم 25 مايو 1972: “بعد ثلاثة عقود، يمكن للشخص الصالح أن يرى أن مؤسسي المنظمة هؤلاء كانوا متحمسين وشجعان للغاية فيما يتعلق بالعنصر الثوري والمناهض للاستغلال. يمكنك أن ترى الإيمان الإخلاص بما قدموا من الأعمال وأنفاسهم. خاصة محمد حنيف نجاد، الذي كان لديه مثل هذه القدرة والطاقة في تلك الأيام التي لم يكن لأحد فيها علاقة بهذه المفاهيم … في الواقع، كان المجاهدون في ذلك الوقت بسبب نفس الدم الذي أصبح المجاهدون مجاهدين فيه. وعلى سبيل المثال – وليس في القياس – إذا لم يكن الإمام الحسين ولم يحدث يوم عاشوراء، لبقيت العديد من القيم مخفية ومكتومة ولم يكن يفهم أحد من هو الإمام الحسين. ولكي يفهمه الآخرون، كان عليه أن يضحّي بنفسه. هذا ثقيل جدا ولكن هذا ما قصده الإمام الحسين .. ودم محمد حنيف نجاد كان أبهظ ثمن دفعه المجاهدون .. ما تبقى هو الإخلاص. نعم، إن رسالة 25 مايو هي رسالة البقاء والتزايد، وهي في الحقيقة رسالة الفلاح”.
25 مايو – التقليد اللامع التمسك بالموقف
مما لا شك فيه أن سر عبور المنظمة وكلمة السر في مرورها عبر فصول ومنعطفات خطيرة، كل منها كان كافياً لتدمير حركة، كان هو الفكرة التوحيدية الرائدة لمحمد حنيف نجاد، والتي استخدمها مسعود رجوي في أعلى مدار في جميع ميادين المعركة الثقيلة مع العدو في مجالات اجتياز التنظيم من خيانة انتهازية، والصراع مع عفريت رجعية خميني حتى 20 حزيران 1981، ومرحلة المقاومة الوطنية والانتقال المصيري إلى الخارج، وتشكيل المجلس الوطني للمقاومة الایرانیة، وتشكيل التحالف لبديل النظام وتشكيل جيش التحرير .. والتفجيرات الرهيبة التي تعرض لها جيش التحرير في العراق وانقلاب 17 حزيران / يونيو في باريس.. حتى الهجرة الكبرى وفشل سياسات النظام الإرهابية والذرية والإقليمية، كل هذه الأخطار تم العبور منها بروح التضحية النابعة من يوم 25 مايو 1972.
وفي وصفها لدور المؤسسين وأهمية يوم 25 مايو 1972 قالت مريم رجوي في الذكرى الـ52 لتأسيس منظمة مجاهدي خلق – في 11سبتمبر 2017:
“الرجال الثلاثة العظام في تاريخ إيران المعاصر مؤسسو المنظمة «محمد حنيف نجاد» و«سعيد محسن» و«علي أصغر بديع زادكان» ابتعدوا لدى تأسيس المنظمة عن كل ما كان يحمل نزعة استغلالية وأوجدوا وأحيوا في المقابل فكرا وسلوكا تقدميا وتحرريا. وهكذا تأسست منظمة مجاهدي خلق في العصيان على الأفكار البالية والمآزق من خلال إبداع كائن جديد.
هؤلاء المؤسسون الشهداء وبدفع الثمن من أرواحهم أرسوا ركائز سنّة ناصعة بالوقوف على المبادئ والوفاء بالعهد. اذاً كل التحية لمؤسسي المنظمة العظام الذين كانوا طلائع درب مازالت حركات التحرّر في إيران مَدينة له.
التحية وكل التحية والسلام لمسعود رجوي الذي قاد هذه الحركة لتجتاز منعطفات صعبة ومعقّدة وصاغ أسسا نظرية وسياسية لهذا النضال. كما انه أسّس وأحيي نضالا متكاملا ضد النظام المتخلف والاستبداد والاستغلال وجعل القيم النضالية والعقائدية لهذه المقاومة تترسخ وتتوسع أكثر فأكثر.
واذا ألقينا نظرة إلى كل هذه السنين الـ52، فنستطيع أن نلخّص تاريخ مجاهدي خلق بأن هذه المنظمة هي قلعة الحرية الحصينة لإيران ومبدعة وملهمة للقيم التقدمية في النضال والعقيدة.
نضال يتواصل حتى إسقاط الاستبداد الديني ورفض أي نوع من الاستغلال والتمييز.”
25 مايو 1972 – منعطف ورسم الحد الفاصل التاريخي
تُظهر تجربة 5 عقود من النضال ضد نظامي الشاه والملالي أنه لن يضيع أو يُنسى أبدًا حتى ذرة من الصدق والتضحيات والصمود. التضحية دون مقابل والوقوف بإخلاص لموقف الحرية هو الحد الفاصل بين أيديولوجية التضحية بالنفس والتضحية من جانب واحد وبين موقف الاستلام دون دفع الثمن. تم رسم هذا الحد الفاصل التاريخي لأول مرة في المشهد السياسي الإيراني في 25 مايو 1972، وبلغ ذروته في الثمانينات بتضحية مجاهدي خلق. لم يكن صدفة أن كتب خميني، بنفس المنطق، في حرب شاملة مع مجاهدي خلق المتمسكين بمواقفهم، “أولئك الذين يصرون على وضعهم في السجون في جميع أنحاء البلاد يُحكم عليهم بالإعدام” وتم إعدام 30 ألف سجين سياسي بسبب وقوفهم على موقفهم من أجل الحرية.
بهذه الطريقة، أصبح يوم 25 مايو 1972 منعطفا تاريخيًا ورسم الحد الفاصل في تاريخ إيران. كما وصفت مريم رجوي “25 مايو” بأنه عنوان رسم حد فاصل بين أيديولوجيتين، إسلامين وعالمين مختلفين في قيادة النضالات الشعبية. “الحد الفاصل بين إسلام الشاه والملالي وغيره ممن لديهم قراءات استغلالية من الإسلام وبين قراءة مجاهدي خلق من الإسلام وشتان بين هاتين القرائتين من الإسلام”.