الحوار المتمدن- سعاد عزيز کاتبة مختصة بالشأن الايراني:
منذ إندلاع إنتفاضة سبتمبر2022، وماقد تداعت عنها من أحداث وتطورات، يواجه النظام الايراني وبشکل خاص خلال الفترة الاخيرة التي باتت تظهر مٶشرات الضعبف والتراجع على النظام، أوضاعا تتفاقم سوءا على مختلف الاصعدة حيث تتزايد الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالنظام وتجعله عاجزا وفاقدا لروح المبادرة والمناورة کما لم يعد أمامه أوراق فعالة للمساومة عليها، خصوصا بعد أن تزايدت حملات الدعم والتإييد للعديد من المحافل الدولية ولاسيما العديد من برلمانات دول الاتحاد الاوربي والکونغرس الامريکي.
الازمة القوية التي إشتدت بشکل خاص خلال الاشهر الاخيرة من العام المنصرم والتي شهدت إنتفاضة 16 سبتمبر، وتزداد شدة في العام الحالي بشکل ملفت للنظر، يجد النظام الايراني نفسه في وضع صعب للتصدي للأوضاع المتردية التي تعصف به من کل جانب وخصوصا من الناحيتين الداخلية حيث تزداد الاوضاع سوءا وتتفاقم أکثر من أي وقت مضى(وهو أمر أشار إليه العديد من المسؤولين في النظام)، ومن الناحية الخارجية حيث العزلة الدولية التي تضيق الخناق أکثر على النظام وتساهم في تعميق أزمته أکثر فأکثر، ولذلك فإن الاخير لايجد أمامه من متنفس ووسيلة لمواجهة کل ذلك إلا عبر سبيلين:
الاول: الاستمرار في الممارسات القمعية وحتى مضاعفتها.
الثاني: ممارسة الکذب والخداع من خلال الزعم بأن لدى النظام خطة لتحسين الاوضاع الاقتصادية وإيجاد حلول لما يعاني منه الشعب کما أوحى بذلك کل من خامنئي ورئيسي علب حد سواء.
الاوضاع الصعبة التي يواجهها النظام الايراني والتي تسير من سئ نحو الاسوأ بکثير، تجعل منه يعمل بکل مافي وسعه من أجل إيجاد مخرج له بأية طريقة ممکنة لکي يتفادى السقوط والذي صار قادة النظام بأنفسهم يحذرون منه وبشکل خاص بعد الانتفاضة الاخيرة التي لفتت أنظار العالم الى أن إسقاط هذا النظام من شأنه أن يساهم بدوره في إستتباب السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم وذلك من خلال القضاء على مرکز التطرف والارهاب الذي يمثله هذا النظام.
النظام الذي يجهد بکل مافي وسعه من أجل إيجاد مايمکن أن يساعد على ضمان إستمراره وبقائه ودرأ الاخطار والتهديدات المحدقة به وخصوصا وإن الشعب الايراني قد أظهر عزمه وإصراره البالغين خلال الانتفاضة الاخيرة التي إندلعت في سبتمبر من العام الماضي، على إسقاط النظام، ولذلك فإنه يريد التشبث بأي شئ يمکن أن يساعده بهذا السياق وحتى إنه من المثير للسخرية أن تکون الزيارة المشبوهة لأبن الشاه المخلوع لإسرائيل، ذريعة بيد النظام للطعن في الانتفاضة ونعتها بالعمالة لإسرائيل والولايات المتحدة على الرغم من إن رضا بهلوي لايمثل إلا نفسه وإن الشعب الايراني الذي أسقط نظام والده ورماه في مزبلة التأريخ لن يمنح توکيلا لهذا المهرج الذي تمادى في عمالته أمام إسرائيل والمخابرات الدولية.