الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مهما قيل عن تصويت البرلمان الاوربي وبأغلبية کبيرة لصالح قرار يدعو إلى تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، کما يدعو أيضا الى إدراج المرشد علي خامنئي والرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي والمدعي العام الإيراني على قوائم العقوبات، مطالبا في ذات الوقت بإحالة ملف انتهاكات حقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن، فإنه ومن دون شك سيٶثر کثيرا على النظام الايراني الذي يجب أن نعرف الى جانب مايعاني من مشاکل وأزمات حادة، فإنه يمر بواحدة من أصعب مراحله ويبدو في أضعف حالاته.
الملفت للنظر، إن المسٶولين في النظام الايراني لايتسرعون عادة في إعلان مواقف رسمية من القرارات المهمة والحساسة الصادرة بحقهم، غير إن صدور هذا القرار من جانب البرلمان الاوربي سرعان ماأدى بوزير الخارجية الايراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن يعلن موقف نظامه من القرار عندما أعلن : “إن إجراءات البرلمان الأوروبي لإدراج الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية هي نوع من إطلاق النار على أرجل أوروبا نفسها”، کما إن الرئيس الايراني الذي طالب القرار بفرض عقوبات عليه، وصف القرار بأنه “عمل مخالف للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة”، هذا الى جانب موقف هيئة الارکان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، والتي قالت عن القرار في بيان لها أن:” هذا القرار غير الحكيم يعد انتهاكا واضحا لأبسط الحقوق والقواعد الدولية”، ويبدو واضحا من خلال قراءة مابين السطور في هذه المواقف الرسمية المعلنة من جانب النظام الايراني، بأن للقرار تأثير وإنعکاس غير عادي على النظام سواءا على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي.
المواقف الرسمية الايرانية، يمکن وصفها بأنها عبارة عن مجرد إعلان بالضعف والعجز في تلقي قرار يزيد ويفاقم من العزلة الدولية للنظام ويمنح المزيد من العزم والمعنوية والامل للشعب الايراني وللمقاومة الايرانية في المضي قدما من حيث الاصرار على معارضة النظام والاستمرار في مواصلة الانتفاضة العشبية حتى تحقيق هدفها الرئيسي بإسقاط النظام.
الملفت للنظر هنا، إن عقد اجتماع نواب البرلمان الأوروبي للمراجعة والتصويت على مشروع القرار هذا الذي أدانن إعدام وقمع المتظاهرين من قبل النظام الإيراني وطالب مجلس الاتحاد الأوروبي بإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية، يبدو وکأنه بمثابة إرسال رسالة خاصة للشعب الايراني يٶکد له بأنه ليس لوحده وإن العالم يقف الى جانبه ويرفض ويدين الاساليب القمعية الدموية التي يواجه بها النظام الايراني الانتفاضة الشعبية المندلعة بوجهه، ومن دون شك فإن المواقف الرسمية لمسٶولي وقادة النظام الايراني إضافة الى وصفنا السابق، فإنها مواقف هزيلة ومثيرة للسخرية من قرار دولي خطير صادر ضد النظام.