الکاتب – موقع المجلس:
أشار المدير التنفيذي لشركة هندسة المياه والصرف الصحي في نظام الملالي إلى أفق “أزمة المياه لـ260 مدينة” على مستوى البلاد. قال أتابك جعفري: “إذا استمر الوضع الحالي على ما هو عليه، ستعاني 260 مدينة من أزمة المياه”. ويفيد تقرير شركة إدارة الموارد المائية في نظام الملالي بأن مستوى ملء السدود في جميع أنحاء البلاد يبلغ 40 في المائة فقط، وأن منسوب مياه إجمالي الـ 5 سدود في طهران يبلغ 14 في المائة فقط، ويشير منسوبها إلى حدوث انخفاض نسبته 22 في المائة مقارنة بعام 2021.
فعلى سبيل المثال، نجد أن سد ليتيان، الذي يوفر 30 في المائة من إمدادات المياه لمدينة طهران الكبرى؛ خالٍ من المياه لدرجة أنه يمكن رؤية بعض الأجزاء من قاعه بوضوح. كما يشير موقع “تجارت نيوز” الحكومي إلى الوضع الخطير للمياه في العاصمة طهران، ويذكر أنه: “ليس هناك مياه في السدود ولا الآبار تلبي الطلب”، وأن المدن تعيش في حالة حرجة، بما في ذلك طهران”. (7 يناير 2023). كما يقول أحد وظيفه، رئيس مركز التغيرات المناخية وما يسمى بإدارة أزمة الجفاف؛ عن “أزمة شُح المياه” إنها أثرت على البلاد بأكملها، وأن العديد من محافظات البلاد مهددة بشُح المياه”. ويسلط وظيفه الضوء على”خطورة هذه المشكلة” إلى حد ما، حيث أننا نشهد في بعض المناطق من البلاد نزوح السكان وهجرتهم من المناطق الجافة والتي تعاني من شُح المياه إلى المناطق التي يرتفع فيها منسوب المياه والمناطق الغنية بالأمطار”. (3 يناير 2023).
وتحدَّث علي سلاجقة، رئيس ما يسمى بمنظمة حماية البيئة في نظام الملالي؛ عن إيقاد أضواء التحذير من الوضع المذري لإمدادات المياه في البلاد. (21 ديسمبر 2022). كما أفادت وكالة “تسنيم” الحكومية للأنباء بأن منسوب المياه في 11 سدًا مهمًا في البلاد يصل في الوقت الراهن إلى ما هو دون الـ 20 في المائة، مما يعني أن أكثر من 80 في المائة من سعة خزانات هذه السدود فارغة. وأضافت الوكالة المذكورة أن إجمالي احتياطيات المياه من السدود في البلاد يبلغ 18 مليار و 50 مليون متر مكعب، وأن هذه الكمية من احتياطي المياه تشير إلى أن درجة الملء تبلغ 37 في المائة فقط”. (19 ديسمبر 2022). بيد أن بيكي نجاد، عضو مجلس شورى الملالي يرى أن هذه الكمية غير واقعية، ويقول إن التقارير التي تفيد اليوم مجتمعةً بأن 37 في المائة فقط من سدود البلاد ممتلئة مبالغ فيها، وأن بعض السدود بها كمية من المياه تقل بكثير جدًا عن الكمية المذكورة”. (23 ديسمبر 2022).
وأفادت وكالة “تسنيم” الحكومية للأنباء، في تقرير آخر بأن الكمية الحالية من احتياطي مياه سدود طهران قد انخفضت بمقدار 366 مليون متر مكعب مقارنة باحتياطي المياه في السنوات العادية في بداية الثلث الثالث من شهر ديسمبر. (13 ديسمبر 2022). كما أكد علي أكبر محرابيان، وزير الطاقة في حكومة رئيسي؛ على أن “الإجهاد المائي” طال في نهاية الربع الأول من عام 2022، حوالي 300 مدينة، بما في ذلك بعض المدن الكبرى ومراكز المحافظات. (30 مارس 2022).
أزمة المياه: طبقات المياه الجوفية في مرحلة التحذير
كتب موقع “بازار” الحكومي أن إيران قد تفقد 70 في المائة من أراضيها الزراعية؛ بسبب أزمة المياه هذه، وأن الإفراط في سحب المياه الجوفية، في الوقت الراهن من شأنه أن يقود احتياطي طبقات المياه الجوفية في إيران إلى مرحلة الخطر. (7 يناير 2023). فيما يؤكد رحيمي مظفري، عضو مجلس إدارة لجنة الطاقة بمجلس شورى الملالي على أننا ليس أمامنا أي خيار على المدى القصير سوى استخدام مصادر المياه الجوفية. (6 يناير 2023).
سبب أزمة شُح المياه في إيران
ذكر موقع “بازار” الحكومي أن سبب أزمة المياه في إيران ليس الجفاف، بل هو “التدخلات البشرية، من قبيل بناء السدود غير القياسية” و “تنفيذ مشاريع نقل المياه” التي وجَّهت ضربة ساحقة أخرى لبيئة إيران. (المصدر نفسه). كما اعترف قاسم زاده، المتحدث باسم صناعة المياه في نظام الملالي؛ بوجود 350,000 بئر غير مصرح بها في البلاد (12 ديسمبر 2022). كما يقول أحد وظيفي، رئيس مركز التغيرات المناخية وأزمة الجفاف: “إذا لم نتمكن من تحسين الوضع، فعلى الأقل يجب علينا ألا نعيث في الأرض فسادًا ونخرِّب الدنيا”؛ لأنه في حالة تناقص الموارد المائية، يعلن
المسؤولون عن إنشاءات جديدة. فعلى سبيل المثال، ازداد “بناء الفلل على موقع أعلى من نهر جاجرود بشكل كبير، وازداد كثيرًا سحب المياه من هذه المصادر مقارنة بما كان عليه فيما مضى”. (3 يناير 2023).