الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
ليس مايذاع وينشر من تصريحات ومواقف صادرة من جانب قادة ومسٶولي النظام الايراني تمثل الحقيقة کلها بل وحتى يمکن القول إنها تمثل وتجسد جزء صغير جدا من الحقيقة المدافة بکذب وخداع وتحريف کبير جدا، ذلك إن النظام قد صار يخاف ويحذر حتى من قراءة مابين السطور ولذلك فإنه يقوم بعملية غربلة غير مسبوقة لما يصدر عنه من تصريحات ومواقف.
خلال الايام الماضية التي شهدت أحداثا وتطوراتا ملفتة للنظر فيما يتعلق بالانتفاضة الدائرة ضد النظام والتي حاول النظام بشتى الطرق التغطية عليها حتى وصل به الحال الى أن يهدد بغزو إقليم کردستان العراق وذلك من أجل صرف النظر عن مايجري في داخل إيران، لکن ماقد تم الحصول عليه من معلومات حساسة وخطيرة تٶکد وتثبت حقيقة شعور النظام الايراني بالخوف والعجز أمام الانتفاضة، دليل على إن النظام يواجه أخطر مشکلة منذ قيامه.
المعلومات التي تم الحصول عليها خلال إجتماع ممثل خامنئي في المجلس الاعلى للأمن الايراني مع کل من قائد الحرس الثوري وقائد القوات الامنية الايرانية، حيث وجه ممثل خامنئي نقدا شديدا لکل القائدين لعدم تمکنهما من إنهاء الاعتجاجات الجارية في البلاد، لکن القائدين ردا عليه بأنهما قد عملا أقصى مابوسعهما وليس بإمکانهما العمل أکثر من ذلك! ورد القائدين يعتبر بمثابة إعتراف بالغ الخطورة يوضح الموقف والوضع القلق والمهزوز للنظام في مواجهة الانتفاضة.
من الواضح إن ماقد ذکرناه آنفا يمکن أيضا إعتباره جانبا من الحقيقة وليست کلها، ذلك إن النظام وکما أسلفنا يحرص الى أبعد حد في إخفاء الحقائق والتغطية عليها لأنه يعلم بأن نشر المعلومات الدقيقة والحساسة في هذه الفترة تحديدا عن أوضاع النظام وحقيقة مايدور خلف کواليسه، من شأنها بطبيعة الحال أن تٶثر على الاوضاع الداخلية سلبا وتقلبها رأسا على عقب ضده بل وحتى يمکن أن تضاعف من سرعة الانتفاضة في الاجهاز على النظام وإسقاطه في فترة قياسية.
في کل الاحوال فإن أوضاع النظام وبسبب من إستمرار الانتفاضة الشعبية وفشل النظام في إخمادها وإعترافه على مضض بأنها منظمة، من لمٶکد بأنها في أسوأ حالاتها وحتى يمکن القول بکل ثقة بأن النظام لم يسبق وطوال العقود الاربعة المنصرمة إن واجه هکذا أوضاعا صعبة وبالغة الخطورة، وإن النظام يعمل بکل طاقته في هذه الفترة على خطين؛ الاول مضاعفة الممارسات القمعية الى أقصى حد على أمل إخماد الانتفاضة عبثا، والثاني العمل من أجل إخفاء الحقائق والتغطية عليها بقدر الامکان، ولکن هل سينقذه ذلك من المصير الاسود الذي ينتظره؟!