حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
لا يخلو الامر من إشارات ضمنية واخرى صريحة ـ في اوساط النظام ـ إلى الفشل في احتواء الانتفاضة، وفي هذا السياق جاء تصريح سينايي راد النائب السياسي لمكتب العقيدة السياسية للقائد العام للقوات المسلحة الذي اعترف بالتعرض لضربة.
دلل البيان الذي اصدره 227 عضوا في مجلس الشورى، بعد يومين من عربدة 4 نوفمبر، للإنتقام من المتظاهرين على حالة من الارتباك، واكتملت صورة الفوضى مع مطالبة رئيس السلطة القضائية بتحديد هوية جميع الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم قتل خلال أعمال الشغب الأخيرة وتقديمهم للقضاء في أسرع وقت ممكن، ليظهر مأزق نظام الولي الفقيه واضحا امام متابعي الازمة.
وخيبت انتفاضة الشعب الايراني في يومها الثالث والخمسين ظنون نظام الولي الفقيه، افشلت وعود سياسييه وعسكرييه باقتراب نهايتها، اظهرت خطأ تقديراتهم بانه لم يبق منها سوى بقاياها وحواشيها، وسلطت الضوء على اوهام خامنئي التي عبر عنها في يوم 12 أكتوبر بوصف ما يجري بانه حوادث ثانوية، لا ينبغي أن تشتت انتباه السلطات.
في تصريحاته التالية كشف خامنئي عن خوفه من الانتفاضة واستمرارها، نسبها في 2 نوفمبر للولايات المتحدة، قال انها لم تكن مجرد أعمال شغب في الشوارع، ووصفها بحرب مشتركة يشنها العدو.
ادعاءات الولي الفقيه العاجز التفاف على الحقائق التي يمكن لأي مراقب رؤيتها، حيث أشارت صحيفة نيويورك تايمز الى انه في الوقت الذي تشتعل الاحتجاجات تؤكد شعارات النظام في مظاهرات 4 نوفمبر على تفكك وانقسام أوساط الملالي الحاكمين.
جرب خامنئي ونظامه الحيل والخداع لأكثر من 50 يوما، ارتكب خلالها جرائم مختلفة لقمع الانتفاضة، بدء من الهجوم على سجن إيفين وإشعال النار فيه وقتل السجناء العزل، ومرورا بمجزرتين وإبادة جماعية في زاهدان وخاش ومحاولة تدمير جامعة شريف، وقتل زوار مزار شاه جراغ في شيراز تحت غطاء داعش، وإقامة مظاهرات مضادة، لكنه ظل عاجزا عن الوصول الى مراميه، لتبقي الابواب مفتوحة على احتمالات تعميق مأزقه.
ولّد انقسام النظام وارتباكه حول كيفية احتواء الانتفاضة المزيد من الانقسامات، ويدفع نحو التصعيد، وتعميق الأزمة، لم يتوقف الأمر عند نقد علي لاريجاني وامثاله لرئيسي، فقد شمل رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف الذي يتبجح بتحجيم وإصلاح منظومة الحكم بعد إستتباب الأمن، في الوقت الذي يحاول خامنئي رفع معنويات القوات التي هوت الى الحضيض، والحد من اختلالات قمة هرم النظام.
يعي خامنئي ان الزمن لا يعمل لصالحه اذا استمر فشله في استعادة توازن نظامه، وعجزه عن توحيد المواقف المتباينة حول كيفية التعامل مع الانتفاضة، وربما حدوث مذبحة شبيهة بما جرى في نوفمبر 2019، ولا يخفى عليه ان هذه المناخات تعني زيادة حدة الإنتفاضة والثورة، وتعميق انقسامات النظام، مما يعيد الى الاذهان قول قائد المقاومة مسعود رجوي في 30 أكتوبر الماضي، حين وصف حال العدو بالتأزم والاحباط والوقوف امام مفترق طرق، ففي حال التوقف عن القمع تتصاعد عاصفة الانتفاضة والثورة، وإذا استخدم الحد الأقصى من القمع ستشتعل ألسنة اللهب لتلتهم صفحة ولاية الفقيه.