بحزاني – محمد حسين المياحي:
مع وصول الاحتجاجات الشعبية الغاضبة على الغلاء الى بلدة رضوية بطهران وحدوث الاشتباکات فيها وإتخاذ إجراءات أمنية غير مسبوقة في طهران على أثر ذلك وخصوصا بعد أن تم ترديد هتافات”الموت لخامنئي ورئيسي”، و”تبا لمبدأ ولاية الفقيه”، فإن هناك شعور يمکن وصفه أکبر من الشعور بالقلق والتوجس العادي خصوصا وإن خوف النظام ليس من الذين يتحرکون حاليا ضده في مدن ومحافظات خوزستان ولرستان وجهارمحال وبختياري وسيستان وبلوشستان، بل إن خوف النظام من الاغلبية الصامتة التي تبدو کبرکان يغلي من الداخل وقد ينفجر في أية لحظة ليلقي بحممه!
هذه الاحتجاجات التي يظهر بأنها باتت أکبر وأوسع من مجرد إحتجاجات غاضبة بل وحتى إنها صارت جديرة بوصفها ب”إنتفاضة الغلاء” تبدو خطورتها جلية على النظام على أثر الاجتماع الذي عقده رؤساء السلطات الثلاث رئيسي (رئيس النظام) وقاليباف (رئيس المجلس) وإيجئي (رئيس القضاء)، يوم الاحد الماضي، اجتماعا مشتركا للدفاع عن خطة زيادة أسعار السلع، وتأکيدهم على”ضرورة تظافر وتعاون كافة الجهات مع الحكومة في تنفيذ هذه الخطة” ولکي يهدئوا الشعب الايراني ويحولوا دون توسع دائرة الاحتجاجات فإنهم قالوا:” يجب أن نتصرف بطريقة يتم فيها توزيع البضائع والأشياء التي يحتاجها الناس في الأسواق في الوقت المحدد”، وکل هذا من أجل أن لاتتحرك الاغلبية الصامتة لأن ذلك من شأنه أن يقلب الامور رأسا على عقب.
تحذير خطباء الجمعة المتزايد والملفت للنظر من دور المعادين للنظام ومن إنهم قد يأخذوا بزمام المبادرة بل وحتى إن خطيب جمعة مدينة ساري في شمال إيڕان قد قال بأنه:” إذا وصلتكم مقاطع فيديو سلبية على هاتفكم الذكي ورسائل سلبية فهي من الأعداء فهي من المنافقين فلا تقرأوها أو إذا قرأتموها فلا ترسلوها للآخرين !! دع هذا الوقت يهدأ! يريد بعض المشاغبين من الخارج والداخل الاستفادة من هذه الفرصة، ويريدون إعادة أحداث 2019 و 2009، إلى الشوارع والأزقة”! وهذا الکلام في الکثير من المعاني خصوصا وإن السعي من أجل تصوير أي نشاط معادي ومضاد للنظام بأنه مدفوع من طرف جهة معارضة أو من جانب دولة أجنبية، يعني فيما يعني بأن النظام لايزال يٶمن بنظرية المٶامرة في التصدي والتعامل مع کل نشاطا معادي له إذا ماخرج عن المألوف وبات يهدده کما هو الحال مع الاحتجاجات الجارية حاليا، وإن التفکير الخاطئ جدا للنظام بهذا الصدد يأتي بعد أن وصلت إنتفاضة الغلاء الى مدينة رضوية في طهران وباتت تقرع أبواب النظام الايراني بشدة ومن يدري الى أين سيصل الامر بعد بضعة أيام!!