حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
يطلق المسؤولون في نظام الملالي وعودا بالتعويض عن الارتفاعات المتتالية والمتسارعة في اسعار المواد الاساسية، دون توضيح مقنع حول طرق التعويض وجدواه، مما يبقى الوعد معلقا في الهواء.
يقولون مرة انه سيتم تقنين الخبز، ثم ينفون ما قالوه، يعلنون عن أن الخبز مقنّن لكنه ليس باهظ الثمن، ولا يعترفون بانه نادر ومكلف، اعلنوا عن إعانة ما بين 300 إلى 400 ألف تومان، وحددوا شروطا لتلقيها، مما ادى الى اقتصارها على عدد محدود من الناس، ويتحدثون عن منح البطاقة دون انتباه الى ان هذه الخدعة مجربة في دول اخرى، يقال ان العملة المفضلة ألغيت، ولا يعلنون موقفا رسميا حولها.
كان الغموض والضغوط الناجمة عنه كافيان لمطالبة أحد أعضاء مجلس الشورى بدعوة الناس رسمياً لجمع الموائد واكل الخبز الجاف واقفين، واشارة عضو آخر الى انكسار ظهور الناس بسبب ارتفاع الأسعار.
ما يجري في ايران لم يكن عرضيا بقدر ما هو خطة وضعها خامنئي و رئيسي لاشغال الناس وادخالهم في دائرة الغموض والحيرة للحيلولة دون انتباههم الى حاجة النظام لاموال تغطي تكاليف القمع والإرهاب لضمان بقائه، ومحاولة الملالي التهرب من تجرع السم في محادثات فيينا، تجنبا لانهيار نظامهم.
تطلب استمرار خامنئي في الخيار المتبع للخروج من الازمات المستعصية تعكير المياه وخلق حالة من الغموض تجنبا لانتفاضات كبيرة ونارية مثل ما حدث في العام 2017، وتجدد عام 2021 ليسجل تطورا في الكم والنوع.
يتجاهل الملالي في غمرة تنفيذ خطتهم انها تاتي في الوقت الذي تشهد البلاد حالة من الغليان الاجتماعي والمواجهات، نزول الشباب إلى الشوارع في مختلف مدن البلاد، واطلاق صفارات الانظار في اوساط النظام تعبيرا عن تجاوز الشعب لعتبة تسامحه، وتحذيرا للحكومة من اختبار صبر الناس، والاشارة الى احتمال وقوع أحداث أكثر خطورة من انتفاضتي 2017 و2019.
يحاول نظام الملالي الافلات من مأزقه وايجاد مخارج، بتشتيت انتباه الايرانيين لازماتهم المعيشية، وتجنب حالة غليان باتت امرا واقعا، مما يظهر خامنئي في صورة الباحث عن زبدة الامن في المياه الموحلة.