موقع المجلس:
ترى «EU Reporter» أن إيران تعيش اليوم أسوأ أزمة مياه منذ مطلع تاريخها المعاصر، وهي أزمة لا تُختزل في كونها حدثاً بيئياً، بل نتيجة مباشرة لسياسات نظامٍ يضع بقاءه وتمويل أذرعه وميليشياته الإقليمية فوق احتياجات الشعب الأساسية. فالمشكلة المائية، بحسب الموقع، تجسّد فشل منظومة حكم الملالي.

وقد بدأت شرارة احتجاجات خوزستان عام 2021 بشعار «نحن عطشى»، لكن سرعان ما ارتفع سقفها ليصل إلى هتافات موجهة ضدّ الوليّ الفقيه نفسه. وظهرت موجات احتجاجية مشابهة في أصفهان خلال عامي 2021 و2025، فيما شهدت طهران وإسلامشهر في يوليو 2025 تظاهرات ليلية عقب توقفٍ متزامن للمياه والكهرباء.

ويعتبر تقرير «EU Reporter» أن أزمة المياه الحالية نتاج عقود من سوء الإدارة، إذ سيطرت قوات الحرس على مشاريع بناء السدود وتحويل مجرى الأنهار، وحصلت على عقود بمليارات الدولارات دون شفافية أو مناقصات حقيقية. وبدل أن تُبنى استراتيجية المياه على أسس علمية واعتبارات بيئية، خضعت لهيمنة شبكات الفساد والأجهزة الأمنية، ما جعل عددًا من الخبراء الإيرانيين يصفون الوضع بـ«مافيا المياه».
جفافٌ مفتعل أم فساد منظّم؟
سدود شبه فارغة، جيوب تتضخّم، وغضبٌ شعبي يتصاعد… هكذا يصوّر الموقع علاقة فساد الحرس الثوري باستفحال الأزمة المائية.
ويؤكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بدوره أن هذه الأزمة تكشف بجلاء عدم قابلية الهيكل السياسي القائم للإصلاح، مشيرًا إلى أن تجاوز الانهيار البيئي يستلزم قيام نظام ديمقراطي قادر على إعادة بناء البنية التحتية للبلاد وفق معايير الشفافية والمساءلة.








