الثلاثاء, 14 أكتوبر 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارصراع الأجنحة يتفجر في صحف النظام الإيراني: بين دبلوماسية تجنّب الحرب وهوس...

صراع الأجنحة يتفجر في صحف النظام الإيراني: بين دبلوماسية تجنّب الحرب وهوس الصواريخ

اشتباکات بالایدي داخل البرلمان الایراني-آرشیف-

موقع المجلس:
كشفت الصحف الحكومية الإيرانية يوم الأحد، 12 أكتوبر، عن انقسام حاد وصراع مفتوح بين جناحين متناحرين داخل بنية السلطة في طهران. فمن جهة، يرفع المتشددون شعار “الصاروخ لا المفاوضات” ويهاجمون أي مسعى نحو الانفتاح الدبلوماسي، بينما تسعى الصحف المقربة من حكومة بزشكيان إلى الترويج لما تسميه “الدبلوماسية لتجنّب الحرب”. وقد شكّل إقرار مجمع تشخيص مصلحة النظام لمشروع قانون مكافحة تمويل الإرهاب (CFT) إلى جانب تصريحات بوتين الأخيرة، ساحة جديدة لتصاعد هذا الاشتباك الداخلي.

معركة FATF: شريان إنقاذ أم حبل مشنقة؟

يُعدّ الجدل حول الانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF) أبرز مظاهر الصراع بين الجناحين.
فصحف مثل “آرمان امروز” و**“آرمان ملي”** ترى في معارضة المتشددين لـ FATF “تكرارًا لحرق الفرص”، وتؤكد أن الاندماج في النظام المالي الدولي ضرورة ملحة لإنقاذ الاقتصاد الإيراني المتداعي. كما اتهمت هذه الصحف نواب التيار المتشدد في البرلمان بـ “الجهل بالقانون”، مشيرة إلى أن قرار مجمع تشخيص المصلحة يمثل الكلمة الفصل، ولا يحق للبرلمان تجاوزه حتى عبر تشريعات عاجلة.

صراع الأجنحة يتفجر في صحف النظام الإيراني: بين دبلوماسية تجنّب الحرب وهوس الصواريخ

في المقابل، يصرّ المتشددون، وعلى رأسهم النائب مجتبى ذو النوري، على أن الانضمام إلى CFT في ظل العقوبات الدولية يشكل “حبل المشنقة حول أعناقنا”، لأنه سيكشف طرق الالتفاف على العقوبات ويقيّد حركة المؤسسات المرتبطة بالحرس الثوري.
وهكذا يتحول الملف المالي إلى رمزٍ لانقسام أعمق: بين جناح يسعى لانتشال الاقتصاد عبر الانفتاح، وآخر يخشى أن يؤدي ذلك إلى شلّ أذرع النظام الخارجية وتقويض نفوذه الإقليمي.

“الشعب أم الصاروخ”: جدلية أولويات النظام

لم يقتصر الصراع على الجانب الاقتصادي، بل امتد إلى جوهر العقيدة السياسية للنظام.
فصحيفة “خراسان”، القريبة من الدوائر الأمنية، شنت هجومًا لاذعًا على وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف بسبب قوله إن “الشعب أهم من الصاروخ”، واعتبرت ذلك “ترديدًا للدعاية الغربية”. وذهبت أبعد من ذلك بالقول إن “الحكومات التي تدخل المفاوضات دون قوة ردع عسكرية ليست طرفًا تفاوضيًا بل ضحية”.

أما صحيفة “فرهيختغان” فوصفت ظريف بأنه “رمز للاستقطاب المزيف” و”عنصر اضطراب سياسي”، مؤكدة أن “الدفاع عن الصاروخ هو دفاع عن الشعب”.
تلك الهجمات تعكس إصرار التيار العسكري على ترسيخ مركزية المشروع الأمني، ورفضه لأي توجه دبلوماسي قد يُضعف قبضة الحرس الثوري على القرار السياسي.

انسداد داخلي ويأس من الإصلاح

في المقابل، تعبّر صحف إصلاحية مثل “هم‌ميهن” عن حالة من الإحباط من قدرة النظام على الإصلاح الذاتي. فهي ترى أن “الفاعلين السياسيين ما زالوا أسرى صراعات الماضي”، وأن البلاد عالقة في حلقة مفرغة من التناحر الداخلي والعجز عن طرح مبادرات عملية في السياسة أو الاقتصاد.

أما صحيفة “جوان”، الناطقة باسم الحرس الثوري، فقد سخرت من تصريحات المتحدثة باسم الحكومة حول “إبعاد شبح الحرب”، ووصفتها بأنها “شعبوية” و**“بيع للوهم باسم السلام”**، في تأكيد على أن الجناح العسكري يرى في أي مسعى دبلوماسي تنازلًا وخيانةً.

نظام مأزوم وصراع على البقاء

تكشف هذه الحرب الإعلامية عن نظام مأزوم من الداخل، يواجه أزمة هوية وانقسامًا في الرؤية الاستراتيجية.
فجناحٌ يسعى لتخفيف العزلة والاندماج في النظام الدولي لإنقاذ ما تبقى من الاقتصاد، يقابله جناحٌ آخر يعتبر أي انفتاح تهديدًا مباشرًا لبنيته الأيديولوجية والعسكرية.
وفي ظل هذا الاستقطاب، تزداد مؤشرات الشلل السياسي، ويبقى الاقتصاد والشعب الإيراني الخاسر الأكبر في معركة لا تدور رحاها على الجبهات، بل في غرف التحرير وصفحات الصحف الرسمية.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.