مظاهرات انصار مجاهدي خلق في نیویورك
موقع المجلس:
منذ عقود، تلجأ الأنظمة الاستبدادية إلى قلب الحقائق وتزويرها لتلميع صورتها وقمع معارضيها. غير أن وجود معارضة حية وناشطة يكشف دومًا الوجه الحقيقي لهذه الأنظمة، ويجعل الإعلام الحر بمثابة مرآة تعكس الواقع بعيدًا عن التضليل. ومن أبرز معايير الحكم على أي سلطة هو كيفية تعامل إعلامها مع خصومها، وهو معيار يتضاعف أثره عندما يتعلق الأمر بالديكتاتوريات.
عند تطبيق هذا المعيار على نظام ولاية الفقيه في إيران، تتضح بسهولة شبكة الأكاذيب والتشويه التي ينسجها إعلام النظام ضد معارضيه، ولا سيما ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. فالتقارير الرسمية والمواد الإعلامية الصادرة عن أجهزة النظام، من فيلق القدس إلى وكالة “تسنيم”، تمتلئ بالتحريف والتزوير والانحدار الأخلاقي، وهو نهج ثابت منذ قيام هذا النظام.
أحدث مثال على ذلك برز في تغطية تجمع الإيرانيين الأحرار وأنصار المقاومة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك يومي 23 و24 سبتمبر 2025. ففي حين ادعت وسائل إعلام النظام أن التجمع اقتصر على “بضع عشرات” وأنه اتسم بـ”الفوضى والانقسام”، جاءت وسائل الإعلام العالمية لتعكس صورة مغايرة تمامًا:
أسوشيتد برس (23 سبتمبر): “بحر من المحتجين تجمع خارج الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد وفد إيران”.
إكسبرس البريطانية (23 و24 سبتمبر): “آلاف الإيرانيين من مختلف الولايات الأميركية شاركوا في أكبر مظاهرة أمام الأمم المتحدة احتجاجًا على تدنيس مقابر ضحايا إعدامات مجزرة صیف عام 1988“.
فرانس برس (24 سبتمبر): “مظاهرة دعماً لمريم رجوي وللتغيير الديمقراطي في إيران”.
رويترز (23 سبتمبر): “إيرانيون أمام الأمم المتحدة يطالبون بإسقاط النظام دون تدخل خارجي”، وأرفقت تقريرها بفيلم مصور مدته ثلاث دقائق يوثق حجم المظاهرة.
آلا نيوز الإيطالية وراي نيوز 24: وصفتا التجمع بأنه “أكبر مظاهرة للإيرانيين في أميركا” أمام الأمم المتحدة.
نيويورك بوست (24 سبتمبر): “آلاف الأشخاص طالبوا بتغيير النظام الإيراني بالتزامن مع حضور رئيسه إلى الجمعية العامة”.
هذا التباين الحاد بين تغطية الإعلام الرسمي الإيراني والتقارير المستقلة يفضح الطبيعة الدعائية للنظام، ويؤكد أن وسائل الإعلام الحرة تكشف الحقيقة مهما حاولت السلطات حجبها أو تزويرها.
إن تحليل مسار 46 عامًا من تغطية إعلام النظام الإيراني لمعارضيه يظهر لوحة متكررة من الأكاذيب والشيطنة وتشويه الحقائق. لكن في المقابل، يشكّل ارتباط المقاومة الإيرانية بالحرية والعدالة مرآة ناصعة تكشف زيف هذه الدعاية.
وليس من المستغرب أن يكون نظام ولاية الفقيه أحد أكثر الأنظمة الدينية-السياسية إثارة للكراهية في تاريخ إيران الحديث، وأن يصبح إسقاطه حلمًا مشتركًا لغالبية أبناء الشعب الإيراني.