صوت العراق – محمد حسين المياحي:
خلال ثلاثة أشهر من بذل جهودا واسعة النطاق شارك فيها بالإضافة إلى وزارة الخارجية وعراقجي، المجلس الأعلى للأمن القومي والبرلمان وقادة النظام، وذلك من أجل إحداث شرخ شرخ بين أوروبا وأمريكا بهدف الالتفاف على آلية الزناد ونزع مصداقيتها، حيث انخرط كل منهم بطريقة ما في مناورات خادعة على الساحة السياسية والدبلوماسية مع الدول الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن خلال وسطاء في أمريكا. ولكن مع تصويت الأغلبية الساحقة في مجلس الأمن ووقوف 4 أعضاء فقط من أصل 15 إلى جانب النظام، تحولت ألاعيب النظام التي استمرت ثلاثة أشهر إلى هزيمة فاضحة، هذا الى جانب الضربة الکبرى لآلية الزناد والعزلة الدولية في تصويت مجلس الامن الدولي.
ولاريب إن النظام الايراني بذل جهوده أيضا لتلقي دعم دولي من أجل الحيلولة دون إعادة فرض العقوبات الدولية مجددا، لکنه إصطدم بجدار دولي أقوى منه ومن مساعيه بکثير، ولذلك فإن النظام وبعد الصدمات المتعددة التي واجهها والتي إنتهت بالهزيمة الماحقة لمساعيه الدبلوماسية المکثفة، ولأنه صار واثقا من أنه قد أصبح أمام مصير مجهول، فإنه لم يجد أمامه سوى أن يعود الى ما عهد عليه من ممارسة الکذب والتمويه في مواجهة الحقيقة والواقع.
بهذا السياق، ومن أجل التأکيد على إن النظام الايراني لا يزال يمتلك القوة والعزم لمواجهة التحديات والتهديدات التي تحدق به وبشکل خاص إعادة فرض العقوبات الدولية عليه، فقد تعهد الرئيس الايراني، ،مسعود بزشکيان في تصريحات نقلها التلفزيون الايراني في يوم السبت ال20 من الشهر الجاري، بأن تتغلب إيران على أية عودة لفرض العقوبات عليها، وذلك بعد تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على عدم رفع العقوبات عن طهران بشكل دائم.
وأضاف:” من خلال آلية إعادة فرض العقوبات يسدون الطريق، لكن العقول والأفكار هي التي تفتح الطريق أو تبنيها” مٶکدا”لا يمكنهم إيقافنا. يمكنهم أن يضربوا نطنز أو فوردو (المنشآت النووية التي هاجمتها الولايات المتحدة وإسرائيل في يونيو/حزيران الماضي)، لكنهم لا يدركون أن البشر هم الذين بنوا نطنز وسيعيدون بناءها”، في وقت يعلم فيه جيدا بأن الشعب لا يفکر بإعادة بناء المواقع والمنشآت النووي بقدر ما يفکر وبقلق بالغ بإعادة فرض العقوبات الدولية والتي ستنعکس سلبا على جميع الاوضاع في إيران.
والانکى من ذلك إن النظام وفي مسعى عبثي من أجل مواجهة حقيقة وأمر واقع، يلجأ الى إطلاق تهديدات بوجه المجتمع الدولي في حال إعادة فرض العقوبات أشبه ما تکون ببالونات أو مفرقعات للتسلية عندما يهدد بتعليق التعاون مع الوکالة الدولية للطاقة الذرية في وقت رأى فيه العالم کله کيف إن إتفاق القاهرة بين النظام الايراني والوکالة حفل بتناقض فاضح بين الطرفين بما يٶکد إن النظام يمارس الکذب والخداع والذي وصل الى حد أن يتم وصف وزراة خارجية النظام من أنها لا تمثل الدبلوماسية الکاملة للنظام.
ومع التقارير الخبرية الواردة من إيران والتي تشدد على تأزم الاوضاع وتأثرها الشديد بما جرى في مجلس الامن الدولي ومن إن إعادة العقوبات صار إحتمالا قويا لا يمکن الحيلولة دونه إلا بخضوع النظام للمطالب الدولية، فقد ذكر موقع “رويداد24” أنه مع اقتراب موعد تنفيذ آلية الزناد، يقف الاقتصاد الايراني على أعتاب صدمة وصفت بالمدمرة. ونشر الموقع مقتطفات من تقرير منسوب إلى معاون الشؤون الدولية في غرفة التجارة الايرانية، توقع أن ترفع عودة العقوبات نسبة التضخم إلى أكثر من 75% وتدفع النمو الاقتصادي إلى ما بين ناقص 1 وناقص 3%.
وهذا التقرير يأتي في وقت يزداد الشعب الايراني غضبا في داخل وخارج إيران، وحتى إن الالاف من الايرانيين يستعدون في نيويورك خلال يومي 23و24 من الشهر الجاري للقيام بتظاهرة حاشدة أمام الامم المتحدة إحتجاجا على زيارة بزشکيان، يشددون فيها على إصرار الشعب الايراني على إسقاط النظام کما يٶکدوا أيضا على: لا للتدخلات الإيرانية في المنطقة، لا للمشروع النووي، لا للحرب الخارجية؛ نعم لتغيير النظام على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة.








