موقع المجلس:
شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل يوم السبت 6 سبتمبر تجمعًا بمناسبة مرور ستين عامًا على تأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، تحوّل إلى منصة لتجديد الدعوة لوقف سياسة الاسترضاء التي دأبت الولايات المتحدة وأوروبا على انتهاجها تجاه نظام ولاية الفقيه.
لم يكن هذا الموقف مجرد شعار سياسي، بل خلاصة تجربة مريرة عاشها الشعب الإيراني على مدى عقود من القمع، جعلته أكثر إصرارًا على المطالبة بتغيير النهج الدولي تجاه حكامه. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: ماذا جنت إيران من هذه السياسة حتى باتت مقاومتها متمسكة بإنهائها؟
تاريخ طويل من التواطؤ
تُظهر قراءة التاريخ الإيراني الحديث أن نظام الملالي كان الأكثر استفادة من مظلة الحماية الغربية. فعلى امتداد أكثر من سبعة عقود، ساندت سياسة الاسترضاء الحكومات المتعاقبة ووفّرت لها الغطاء، تاركة الشعب الإيراني أسيرًا للقمع والاستغلال. لم تكتفِ هذه السياسة بعدم إحداث أي تغيير إيجابي، بل منحت السلطات الديكتاتورية مساحة أوسع لممارسة القتل والسجن والإعدامات تحت مسمى “أمن الدولة”.
وخلال السنوات الـ46 الماضية بشكل خاص، لم يتلقَّ الإيرانيون أي دعم حقيقي من واشنطن أو العواصم الأوروبية في انتفاضاتهم الدامية ضد ولاية الفقيه. من 1981 إلى 2022، سقط آلاف الشباب في الشوارع، بينما اختار الغرب الصمت، وغالبًا ما قرن ذلك الصمت بعقود اقتصادية وصفقات دبلوماسية. وبهذا، لم تغضّ سياسة الاسترضاء الطرف عن الانتهاكات فحسب، بل غذّت آلة القمع عبر المصالح التجارية.
المقاومة في مواجهة التجاهل
في هذا السياق، جاء تجمع بروكسل ليذكّر بضرورة الاعتراف بحق الشعب الإيراني في الحرية ومقاومة الاستبداد. فالمعارضة الإيرانية خاضت على مدى العقود الماضية مواجهة شاقة ضد سياسة الاسترضاء، واستطاعت عبر كشفها المستمر لبرامج النظام النووية وأنشطته الإرهابية وانتهاكاته الحقوقية أن تفرض على المجتمع الدولي مراجعة مواقفه مرارًا.
إن إنهاء سياسة الاسترضاء لا يعني فقط تعديل المسار الخارجي، بل يرمز إلى إسقاط الحاجز الذي يفصل بين الشعب الإيراني وحقه في الحرية. هذا الحاجز الذي يتصدع يومًا بعد آخر بدماء الشهداء وصمود المعتقلين. وكما جاء في بروكسل، فإن الرد الوحيد على الاسترضاء هو الإيمان المطلق بالحرية والتمسّك بها كعهد لا رجعة فيه.

لقد أثبتت العقود الماضية أن تراجع سياسة الاسترضاء يقرب الإيرانيين أكثر من هدفهم النهائي: التحرر من الديكتاتورية. والرسالة الواضحة التي حملها التجمع هي أن انحياز الغرب للشعب ومقاومته المشروعة، بدلاً من المقايضة بدمائه، هو السبيل لفتح طريق الحرية.
أصوات من بروكسل
باتريك كينيدي، عضو الكونغرس الأمريكي السابق: “الاسترضاء لا يجلب الأمن، بل يطيل عمر الفاشية. علينا تشديد العقوبات.”
غي فيرهوفشتات، رئيس وزراء بلجيكا الأسبق: “استمرار جرائم النظام الإيراني دليل على فشل سياسة الاسترضاء. المطلوب استراتيجية جديدة تقوم على التواصل الإيجابي مع الشعب والمعارضة الديمقراطية.”
جون بيركو، الرئيس الأسبق للبرلمان البريطاني: “هناك بديل في إيران، بديل يختار الحرية لا الاسترضاء.”
كريس فان ديك، عضو البرلمان الأوروبي: “على الاتحاد الأوروبي إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، ورفض سياسة احتجاز الرهائن.”








