الحوار المتمدن- سامي خاطر:
في خطوة دبلوماسية حاسمة ونادرة، أعلنت الحكومة الأسترالية طرد سفير النظام الإيراني وإغلاق سفارتها في طهران. وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، في كلمة أمام برلمان بلاده، أن هذا القرار يأتي ردًا على “السلوك الذي لا يُحتمل” من جانب النظام الإيراني واستخدامه لشبكة إجرامية تابعة له لتنفيذ أهداف إرهابية على الأراضي الأسترالية. كما أكد أن البرلمان الأسترالي سيقوم بإدراج الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية.
وكشف رئيس الوزراء أن منظمة الاستخبارات الأمنية في البلاد قد ربطت النظام الإيراني بالمسؤولية عن هجمات وحرائق متعمدة وقعت العام الماضي واستهدفت مطعمًا يهوديًا في سيدني وكنيسًا في ملبورن. ووفقًا لألبانيز، حاول النظام الإيراني إخفاء دوره المباشر في هذه العمليات الإرهابية عبر دفع أموال لعناصر إجرامية في أستراليا.
وقد حظي هذا القرار بدعم كامل من حزب المعارضة، حيث أعلنت زعيمته، سوزان لي، تأييدها التام لإدراج الحرس الثوري، واصفةً أنشطة النظام بأنها “تدخل أجنبي سافر ووقح يهدف إلى زرع الفرقة في التماسك الاجتماعي” لأستراليا. من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية، بيني وونغ، أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها طرد سفير منذ الحرب العالمية الثانية، مشددة على أن “الأعمال العدوانية الخطيرة والاستثنائية من قبل حكومة أجنبية على أراضينا هي تجاوز لخطوطنا الحمراء.”
يأتي هذا الإجراء الأسترالي ليؤكد مجددًا على التحذيرات التي أطلقتها المقاومة الإيرانية على مدى سنوات، والتي كشفت دائمًا أن سفارات النظام ما هي إلا مراكز للتجسس وتوجيه الإرهاب. وتُعد قضية الدبلوماسي-الإرهابي أسد الله أسدي، الذي خطط لتفجير تجمع المقاومة الإيرانية في باريس، وطرد سفير النظام من ألبانيا لتورطه في مخطط إرهابي، أمثلة صارخة على الطبيعة الحقيقية لهذه السفارات.
وإذ ترحب المقاومة الإيرانية بهذه الخطوة الشجاعة، فإنها تؤكد مجددًا على الضرورة العالمية لمواجهة الفاشية الدينية الحاكمة في إيران. إن إغلاق سفارات النظام ومراكزه التابعة، وطرد عملاء المخابرات وقوة القدس، وإدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب، هي خطوات لا غنى عنها لضمان الأمن العالمي ودعم اللاجئين الإيرانيين.
وفي هذا السياق، وتجسيدًا لهذا الصوت العالمي، ستُنظم مظاهرة كبرى تحت شعار “إيران حرة” في بروكسل بتاريخ 6 سبتمبر (15 شهريور)، بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. تُمثل هذه المظاهرة فرصة لإعلان الدعم للبديل الديمقراطي والمستقل، والتأكيد على “الحل الثالث” المتمثل في إسقاط النظام على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، تحت شعار “لا للشاه ولا للملالي”. سيكون هذا التجمع الكبير صوتًا مدويًا للشعب الإيراني في إدانة إعدام السجناء السياسيين ودعم خطة السيدة مريم رجوي ذات العشر نقاط من أجل جمهورية ديمقراطية تقوم على فصل الدين عن الدولة، كما سيطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بنضال شباب الانتفاضة من أجل الحرية.
مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل








