الکاتب – موقع المجلس:
N. C. R. Iبعد 42 عاما من الحكم القمعي الاستبدادي لنظام الملالي في طهران، حيث شاهد العالم أنواعا وأشكالا غريبة من المهاترات والرؤى السياسية لهذا النظام، وشهد ممارسات فريدة من نوعها في التعامل مع الشعب الإيراني عموما والمرأة خصوصا، من الصعب جدا القول إن العالم بإمكانه تقبل هكذا نظام مشوه منقطع عن هذا العصر ليتعايش معه، ولاسيما بعد أن صار واضحا وضوح الشمس في عز النهار أنه بؤرة تصدير التطرف الديني والإرهاب إلى المنطقة والعالم، فإن إفلاس هذا النظام وفشل وإخفاق کافة محاولاته في خداع العالم وتمرير مخططاته قد دفع طاغيته المهزوم خامنئي لکي يقوم بتنصيب السفاح الارعن ابراهيم رئيسي على رأس النظام وذلك في سعي مکشوف من أجل الوقوف بوجه نضال الشعب الايراني من أجل الحرية وبوجه الدور القيادي لمنظمة مجاهدي خلق لهذا النضال والسعي من أجل الحيلولة دون سقوطه.
انتفاضة 15 نوفمبر 2019، التي قام بها الشعب الإيراني ضد هذا النظام، والتي قادتها منظمة مجاهدي خلق باعتراف قادة النظام ومسؤوليه، جاءت لتؤكد أن الشعب الإيراني وقبل العالم كله رفض ويرفض هذا النظام الدجال رفضا قاطعا، وأنه عندما أعلن موقفه منه في الانتفاضة السابقة في 28 ديسمبر 2017، حيث طالب بإسقاطه فإنه كرر الموقف نفسه في الانتفاضة الأخيرة بما يثبت أن الشعب الإيراني شعب واع ويؤمن بالتعايش السلمي بين الشعوب وتفاعلها معا، وببناء صرح الحضارة الإنسانية جنبا إلى جنب مع شعوب العالم الأخرى، ولئن قام نظام الملالي بقتل أکثر من 1500 من المنتفضين بوجهه في إنتفاضة 15 نوفمبر2019، وظن بأن ذلك سيجعل الشعب الايراني يتخوف منه ويتخلى عن نضاله من أجل الحرية لکن خاب ظن النظام عندما إندلعت إنتفاضة إصفهان العارمة وأعقبتها إنتفاضة المعلين في 13 ديسمبر الجاري بما أکد ليس للنظام فقط بل وللعالم کله وبصورة واضحة بأن الشعب الايراني ومجاهدي خلق لن يتخليا أبدا عن العزم والاصرار على مواصلة النضال حتى إسقاط النظام.
هذه الانتفاضات الشجاعة للشعب الايراني ودور الشبکات الداخلية لمجاهدي خلق والمقاومة الايرانية، وماقد أعقبها من احتجاجات غاضبة متواصلة، تأكدت حقيقة مهمة للمتابعين للشأن الإيراني، تتعلق بحجم ومستوى الدور الذي اضطلعت وتضطلع به منظمة مجاهدي خلق على صعيد الأوضاع في إيران، خصوصا الدور والنشاطات التي تقوم بها شبکاته الداخلية من أجل إبقاء روح الرفض والتصدي والمقاومة ضد النظام، وبالأوضاع الحالية التي يصفها النظام نفسه بأنها نار تحت الرماد، فإن رعب النظام الأكبر من الدور الذي تقوم به التنظيمات والتشكيلات الداخلية لمجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية من أجل تهيئة أفضل الأجواء في سبيل إسقاط النظام الإيراني يتزايد بوتائر غير مسبوقة وحتى إن إعلانه للأحکام العرفية في إصفهان إثبات عملي لهذه الحقيقة.
هذه الانتفاضات الشجاعة وهذه التحرکات والنشاطات الاحتجاجية المستمرة للشعب الايراني، أكدت هذه الحقيقة مرة أخرى وبينت استحالة أن يستمر هذا النظام الديكتاتوري عن طريق الممارسات القمعية وأن يبقى الشعب خاضعا له، وحالة الرعب وعدم الاستقرار التي يعيشها ويواجهها هذا النظام حاليا، تؤكد أن إرادة الشعب ونضاله والدور النضالي الکبير للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق هي التي سترسم طريق المستقبل وتحدد خيار الشعب الايراني والذي هو في إسقاط النظام وبناء إيران حرة تٶمن بالحرية والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي مع الشعوب ومبادئ حقوق الانسان.