
حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
جاء اعلان التراجع عن الغاء تسعيرة الـ 4200 تومان للدولار، الصادر عن لجنة توحيد الميزانية التابعة لمجلس الشوري الايراني مخالفا لاندفاع حكومة الرئيس ابراهيم رئيسي نحو خطوة الالغاء.
في 12 ديسمبر الماضي ذهب رئيسي إلى مجلس الشورى وقدم مشروع قانون الموازنة 1401 الذي يحدد الميزانية العامة للحكومة بأكثر من 1300 ألف مليار تومان ويشير الى عجز بقيمة 300 ألف مليار تومان.
كانت مصادر الميزانية غامضة في المشروع المقدم، لدرجة وصفها بأنه ميزانية وهمية، لأن مصدر دخلها الرئيسي يقدر على أساس المبيعات اليومية البالغة 1.2 مليون برميل من النفط، وهو مبلغ بعيد جدًا عن الواقع، اذا اخذت نتائح وافرازات العقوبات في عين الاعتبار.
ومن بين النقاط المثيرة للجدل في مشروع الموازنة كانت نقطة إلغاء تسعيرة الـ 4200 تومان للدولار، التي توفر دعما للسلع الاساسية ـ رغم انها احدى ادوات السرقة التي تستخدمها المافيا الحكومية ـ مما يعني مضاعفة اسعار هذه السلع في حال الاقدام على خطوة الالغاء.
بلغت ميزانية العام الماضي للعملة المفضلة حوالي 11 مليار دولار، تم دفع 8 مليارات دولار منها فقط، وبذلك يدر إلغاء العملة المفضلة في موازنة العام 1401 نحو 8 إلى 9 مليارات دولار على خزانة رئيسي، أي ما يعادل 400 ألف مليار تومان، على حساب ملايين الإيرانيين الذين يقعون تحت خط الفقر المطلق.
سلطت التحذيرات التي تلقاها رئيسي من البرلمان وبعض الاجهزة الحكومية الضوء على المشكلات المرجح حدوثها مع الاستمرار في افقار الايرانيين، ورد على محذريه بان الـ “8 مليارات دولار من 4200 تومان في الميزانية التي أنفقتها الحكومة السابقة لم تكن المبلغ الذي تريد هذه الحكومة متابعته” مما ساعده على اخذ موافقة المجلس على الميزانية.
جاء القرار المفاجئ للجنة توحيد الميزانية على ضوء الحالة المتفجرة للمجتمع الايراني، والاحتجاجات المتلاحقة في الشارع ، واحتمالات اندلاع انتفاضات وهبات شعبية عنيفة، واتساع نشاطات وحدات المقاومة، لكن السؤال يبقى قائما حول كيفية حصول الحكومة على 9 مليارات دولار للابقاء على التسعيرة.
هناك مخرجان لدى حكومة رئيسي لتوفير المبلغ، يتمثل احدهما في وضع الأيدي في جيوب الناس أكثر مما مضى، من خلال زيادة طباعة النقود، وزيادة السيولة، والتضخم، ورفع الضرائب، وثانيهما في تجرع خامنئي كأس السم القاتل في محادثات فيينا للحصول على اموال تتيح الابعاد المؤقت لخطر انتفاضة الشاملة، وفي الحالتين تلوح بوادر المزيد من الانتفاضات، لأن وضع اليد في جيوب الناس سيؤدي إلى انفجار الغضب الاجتماعي المتراكم، وتجرع السم يزيد من إضعاف النظام في مواجهة الجبهة الشعبية العريضة الاخذة في التبلور يوما بعد يوم.