الخميس,28مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

الانكماش الحتمي للنظام الإيراني

الانكماش الحتمي للنظام الإيراني

“إن الثورة الإيرانية (قل نظام ولاية الفقيه) تبلع نفسها بنفسها، والمواطنون يعلمون أن نظام الملالي عاجز عن إصلاح نفسه”.

الکاتب -عبدالرحمن كوركي مهابادي :

إن إيران وشعبها ضحية الأولويات السياسية والاقتصادية لنظام الملالي الفاسد على مدى أكثر من 4 عقود. ولم يعد بإمكان هذا النظام الفاشي التخلي عن أولوياته؛ لأنه إذا فعل ذلك، فسيتم القضاء عليه برمته، ولن يتوقف المواطنون عن المطالبة بتحقيق مطالبهم وتنظيم احتجاجاتهم ورفع الدعاوى ضد هذا النظام الفاسد.

إن أولويات الولي الفقيه التي تم انتقاؤها استنادًا إلى ما يمليه عليه مؤشر الحفاظ على نظام الملالي كمحتل، هي النخر مثل الفأر في جسد إيران والحياة الإيرانية وتفريع ما فيها وصبِّه في حساب آلة النهب والقمع الداخلي، والسخاء الطائي، والإرهاب الخارجي. والنتيجة هي المزيد من انخفاض قيمة العملة الإيرانية وعدم الاعتماد عليها عامًا بعد عام، بيد أن أولويات نظام الملالي تكلِّف مليارات المليارات لإبقائه واقفًا على قدميه، ولا سيما حجم النفقات الضخمة التي ينفقها على إعداد قواته بالوكالة ودعمها.

والجدير بالذكر أن نظام الملالي بدءًا من خميني وصولًا خامنئي جعل الدين نقطة ارتكاز وحافزًا على نشر الإرهاب. والحقيقة هي أن إنفاق أرقام فلكية على المواقع الدينية في البلدان المجاورة بغية تقوية قواعد القوات بالوكالة للمضي قدمًا في ممارسة إرهاب الدولة؛ هو واحدًا من أوجه استغلال الحكومة للدين. وعلى الرغم من أن أكثر من 60 في المائة من سكان إيران يرحلون من وسط المدن إلى الضواحي والأكواخ، إلا أن نظام الملالي أنفق ولا يزال ينفق حتى الآن الملايين في البلدان المجاورة لسنوات عديدة. انتبهو إ إلى الاعتراف التالي:

أفادت وكالة “مهر” الحكومية للأنباء، في 19 يناير 2022 أن: “المسؤولين في مقر إعادة إعمار المزارات المقدسة يقولون إن مشاريع إعادة إعمار الأماكن الدينية في العراق ودول أخرى، بتمويل من ايران، سوف تستمر لمدة 20 عاما مقبلة، وإن تكلفة مسكن أحد هذه المشاريع في العراق تقدر بحوالي 600,000,000 دولار”.

ويعتبر هذا الاعتراف جزءًا من فيض من الاعترافات المتعلقة بأسباب أزمة المعيشة والسكن المستعصية الحل في إيران. وأفادت وكالة الأنباء الحكومية عن نائبين ومساعد رئيس مقر المزارات المقدسة قولهم:

“لقد تم حتى الآن الانتهاء من إعادة إعمار أكثر من 150 مشروعًا في الأماكن الدينية الشيعية خارج إيران … إلخ. وكانت وصية قاسم سليماني هي التوجه نحو إنجاز مشاريع أخرى في بلدان أخرى بعد الانتهاء من المشاريع الدينية في العراق”. (المصدر نفسه).

وفي مقابل كل مدينة منكوبة بالفيضان والمنازل المدمَّرة ونهب الطبيعة وتخريبها وجفاف الأنهار في إيران، يستخدم الملالي آلة نهب أملاك أبناء الوطن في الإعمار بالمليارات في البلدان الأخرى للترويج للعبثية الدينية بغية إعداد القوات بالوكالة. يرجى الانتباه لما يلي:

“لقد نفَّذ الأماكن المقدسة حتى الآن 34 مشروعًا في النجف، و 40 مشروعًا في كربلاء، و 29 مشروعًا في كاظمين، 19 مشروعًا في سامراء، و 13 مشروعًا في مدينة مسيب (مرقد طفلان مسلم)، و 4 مشاريع في مدينة بلد، و 5 مشاريع في الكوفة، و 12 مشروعًا في دمشق”. (المصدر نفسه).

لقد ذكَّرنا بأن نظام الملالي لم يعد بإمكانه إجراء أي إصلاح في السياسة الانكماشية والمأزق الشامل في السياسة والاقتصاد. ومع مرور الأيام يستمر نظام الملالي في تعلية السياج حوله بالمزيد من الطبقات لتحفيز قواته التي يعيلها. وفي أحدث الحيل التحفيزية لمتطفلي نظام الملالي تم إعفاء العملاء القامعين في هذا النظام الفاشي من دفع ثمن بعض المواد الأساسية. وفي هذا الصدد، كتبت وكالة “إيسنا” الحكومية للأنباء في 19 يناير 2022، على لسان ”علي حدادي“، ممثل طالقان، وساوجبلاغ، ونظرآباد، وجهارباغ في مجلس شورى الملالي، قوله:

“تمت الموافقة أثناء دراسة مشروع قانون الموازنة على إعفاء جميع فئات الباسيج، بما في ذلك مراكز وقواعد المقاومة من دفع جميع رسوم الخدمات العامة، بما في ذلك رسوم المياه والكهرباء والغاز والضرائب”.

وكما ذكرنا من قبل، فإن أهمية هذه الإجراءات بالنسبة لخامنئي وأزلامه، فضلًا عن أنها تحفيز للباسيجيين والإبقاء عليهم لممارسة القمع، و علامة واضحة على الانكماش الحتمي والمأزق الشامل؛ تكمن في التصدي لمجتمع متحول ومهيأ للإطاحة الكاملة بنظام الملالي.

إن تقوية الإرهاب الديني والقوات بالوكالة في البلدان المجاورة بالسرقات الفلكية لممتلكات الشعب الإيراني ورؤوس أمواله تعني “تصدير الرجعية”، وإعفاء القامعين الحكوميين من دفع تكاليف الضروريات المعيشية يعني تعزيز سياسة “القمع الداخلي” وحتمية “إبادة النفس” في مواجهة “الظروف الموضوعية” للانتفاضة والثورة في إيران. ووصفت مجلة “فورين بوليسي” هذه الحتمية في عددها الصادر في يناير 2022 على النحو التالي:

“إن الثورة الإيرانية (قل نظام ولاية الفقيه) تبلع نفسها بنفسها، والمواطنون يعلمون أن نظام الملالي عاجز عن إصلاح نفسه”.