الکتاب -حسين داعي الإسلام :
بعد هزيمة القوى الموالية لنظام الملالي في الانتخابات البرلمانية العراقية في 10 أكتوبر، ورغم المقاطعة الشعبية من قبل الشعب العراقي وشبابه الثوري حيث لم تتعدى نسبة الإقبال على الاقتراع أكثر من 15٪، وطبقا لإحصائيات رسمية فإن نسبة المشاركة كانت 43٪ وهي أدنى نسبة مشاركة منذ عام 2003، وقد مُنيت القوى الرئيسية الموالية لنظام ولاية الفقيه بهزيمة شديدة، وبعد المزيد من العراقيل والمحاولات، لم يتمكنوا من منع تشكيل البرلمان، وتم تشكيل المجلس أخيرا في 9 يناير وانتخاب هيئة رئاسة المجلس وهم ثلاثة أشخاص”الحلبوسي وحاكم الزاملي، وشاخوان عبدالله” من التيارات غير الموالية للنظام، وهكذا تلقيت النظام بصفعة أخرى، وبالطبع فقد رفع النظام دعوى مرة أخرى للتشكيك في شرعية التصويت، ولا زالت هذه الدعوى معلقة حتى الآن حيث حددت المحكمة الاتحادية العليا يوم 25 يناير للاستماع إليها ومن ثم البت فيها.
أما خامنئي فقد حاول طيلة هذا الوقت تعويض الهزائم التي مُني بها حتى الآن، وقد بذل جهودا كثيرة بهذا الصدد من خلال إثنين من مرتزقته وهما هادي العامري ونوري المالكي لإعادة الأمور إلى مجراها لكنهم لم يصلوا إلى أي نتيجة حتى الآن، وكذلك قاموا بترهيب ممثلي السنة والأكراد الذين أرادوا ترك النظام بمهاجتهم السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء من خلال ما تسمى بـ كتائب عصائب أهل الحق وحزب الله، ومهاجمة مصرفين وخلق حالة من انعدام الأمن في محاولة لإعادة النواب المنتصرين إلى جنب مرتزقة النظام الفاشلين وتكوين كتلة إئتلافية لكنهم فشلوا حتى الآن.
خامنئي الذي حاول الدفع بخطه للأمام عبر مرتزقته العراقيين أمثال المالكي والعامري اللذان أفلسا في مهمتهما بات يائسا محبطا، لذلك أرسل الحرسي ”قاآني“ لتنفيذ هذه المهمة فلربما يتمكن من تخفيف الضرر الواقع بهم، وتحجم مختلف الفصائل العراقية عن التحالف مع مرتزقة النظام بسبب تزايد كراهية الشعب لهم، لكن النظام يحاول جاهدا تشكيل حكومة ائتلافية كما فعل في فترات سابقة ليتمكن من إستئناف أعمال القتل والنهب وتدخلاته الإجرامية في العراق، وعليه لم يقدم على إتخاذ أي إجراء في الأسبوع الأخير، وفي نهاية المطاف أرسل قاآني ليتمكن من إعادة بناء ما يصطلح عليه بالبيت الشيعي المزعوم بعد أن مزقته الهزيمة الأخيرة.
ولكنه أي قاآني يبدو أنه لن يتمكن من فعل ذلك لأن الشعب العراقي لا سيما شيعة العراق قد ثاروا على النظام الإيراني ما دفع بصحيفة آرمان التابعة للنظام إلى الكتابة متسائلة بهذا الخصوص الأسبوع الماضي قائلة: “لماذا تتراجع هيبة التيار الشيعي المحسوب على ايران سياسيا… عاما بعد عام ودورة بعد دورة يضطر الى التراجع؟ لماذا يتضاءل تأثير هذا التيار بين مكونات أبناء الشعب العراقي من الناحية البنيوية والبرلمانية اليوم؟ لماذا عجزت إيران ولن تكون قادرة على إبقاء العراق حليفاً؟ ولعل أحد أسباب ذلك هو أن إيران تفتقر إلى القدرة الاقتصادية والسياسية المناسبة لملء الفراغ الذي تركته الدول والأمم الصديقة والمتحالفة، وعلى هذا الأساس فإنه إذا فشلت إيران في تحقيق القدرات الاقتصادية والسياسية والثقافية الكافية ولم تستطع أن تكون نموذجا لشركائها يحتذى به، فإنها ستفقد سوريا ولبنان وحتى اليمن من أيديها. »
وفي النهاية وبعد كل شيء لم يجلب نظام الملالي سوى البؤس والقتل والتقسيم والتشريد للشعب العراقي، ولهذا السبب فإن الأماكن التي ادعى النظام أن له اليد العليا فيها قد عانت من أصعب الهزائم وهي النجف وكربلاء، وفي العام الماضي أضرم الشباب النار في قنصلياتها.
وقد قالت قناة الرافدين التلفزيونية في أحدث التقارير الواردة من العراق إن قاآني لا يستطيع تغيير موقف الصدر الذي يطالب بإستبعاد المالكي من الحكومة الجديدة، وكذلك فشل العامري الذي أرسل إلى أربيل في التوصل إلى اتفاق مع الأكراد بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.
وبالطبع ليس علينا سوى الإنتظار حتى الأيام المقبلة لنرى إلى أين ستتجه الأوضاع من خلال ما ستحدده المهمة النهائية.