الاحتجاجات في المدن الایرانیة
کتابات – علاء کامل شبيب:
إندلاع إنتفاضة إصفهان وإنتفاضة المعلمين ضد النظام الايراني وخلا فترة زمنية متقاربة وغير مسبوقة، أکدت مرة أخرى بأن کل ماقد بذله هذا النظام من إجراءات وتحوطات أمنية بعد إنتفاضتي أواخر عامي 2017 و2019، قد باءت بفشل ذريع، وإن الشعب الايراني وهو في أواخر عام 2021، صار أکثر عزما وحزما على الاستمرار في نضاله المشروع من أجل الحرية وتغيير النظام، ولعل إستمرار وتوسع الاحتجاجات الشعبية في مختلف القطاعات وفي سائر أرجاء إيران، تأکيد على ذلك خصوصا وإن قادة النظام ووسائل اعلامه صارت تحذر خلال الاسابيع المنصرمة بصورة ملفتة للنظر وتنذر بقرب هبوب العاصفة إذا لم يتم تدارك الاوضاع.
النظام الايراني وبسبب سياساته ونهجه المشبوه المثير للمشاكل والفتن وتصديره التطرف الديني والإرهاب وتدخلاته في المنطقة، صار خطرا وتهديدا للسلام والأمن والاستقرار، حيث قام بعزل إيران عن العالم وقطع تواصل الشعب الإيراني بشعوب العالم، ووصول الحال بإيران إلى هكذا وضع غريب يتنافى ويتعارض تماما مع الحضارة العريقة لهذا البلد وكونه مصدر إشعاع فكري وفني وأدبي وثقافي، ولا ريب من ان السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية أدركت سلبية هذا الوضع، لذلك بادرت إلى التحرك على مختلف المستويات والأصعدة من أجل عكس الصورة الحقيقية المشرقة لإيران، وكان لنشاطاتها السياسية الدؤوبة دور كبير في السعي بهذا الاتجاه.
الشعب الإيراني، وبعد أن رأى الدور الكبير والاستثنائي لقائدته إلى الحرية والغد الأفضل، السيدة رجوي، التف حولها وتمسك بها من خلال الانتفاضة الجبارة التي قام بها، وهو يضع كل ثقته فيها، وكيف لا يفعل ذلك وهي التي لم تكل أو تمل طوال الحكم الأسود البغيض لهذا النظام عن النضال من أجل شعبها وجعل العالم على اطلاع كامل بما يعانيه من أوضاع بائسة في ظل هذا النظام المعادي للإنسانية.
انتفاضة إصفهان التي هزت النظام ولفتت أنظار العالم إليها، جسدت الصورة الحقيقية والمعبرة لمدى التلاحم والانسجام بين الشعب وبين المقاومة الايرانية، من أجل إعادة إيران إلى موقعها المناسب لكي تؤدي دورها الحضاري، وإن إنتفاضة إصفهان وإنتفاضة إصفهان التي تلتها هما في الحقيقة تجسدان سعيا جديا وعمليا من جانب الشعب الإيراني والمقاومة الايرانية من أجل التعجيل بعملية التغيير الجذرية في إيران وإنهاء الحکم الديني المتطرف الذي لم يکن کابوسا للشعب الايراني فقط بل وکان أيضا بمثابة رياح سامة هبت على المنطقة والعالم وتسبب بإختلاق وإفتعال الکثير من المشاکل والازمات.