کتابات — مثنى الجادرجي:
مع إن التنظيمات الارهابية والمتطرفة نظير القاعدة وداعش قد تلقت ضربات موجعة وسلبت منها أسباب القوة وإن معالم رفض وکراهية التنظيمات والميليشيات المتطرفة والارهابية التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بين شعوب المنطقة في تزايد مستمر ومطالبة المجتمع الدولي بإنهاء الدور السلبي لعملاء هذا النظام في بلدان المنطقة، لکن مع ذلك فإن خطر وتهديد التطرف والارهاب لايزال محدقا بالمنطقة والعالم.
إنتشار الافکار والرٶى الدينية المتطرفة وإزدياد النشاطات الارهابية وتأسيس التنظيمات المتطرفة والارهابية لايمکن أبدا عزل ذلك عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي ثبت بأنه ليس يسعى الى نشر الافکار والمفاهيم المتطرفة والحث على النشاطات الارهابية ليس بين الشيعة فقط کما قد يتصور البعض بل وحتى بين السنة أيضا، ولذلك فإن قضية التطرف والارهاب کانت ولازالت لها علاقة جدلية قوية مع النظام الإيراني، حيث إنه قبل تأسيس هذا النظام لم تكن مشکلة التطرف والارهاب بهذا التأثير في الأحداث والتطورات في المنطقة، بل يمكن القول إنها تستمد قوتها وديموتها من هذا النظام، الذي صار واضحا بأنه يمثل ويجسد بٶرة التطرف والارهاب.
الملفت للنظر أن النظام الايراني قد قام بتثبيت 3 مواد في دستوره وهي المواد 3 و11 و154، وتنص على دعم التطرف الديني وتشجيع الإرهاب تحت غطاء مفاهيم تمويهية وکاذبة ومخادعة مثل الوحدة الإسلامية ونصرة المستضعفين، ولعل تفاخر العديد من قادة ومسؤولي هذا النظام القمعي المتطرف، بنفوذه في 4 بلدان عربية واستخدام ذلك من أجل تحقيق أهداف وغايات النظام، يبين أنه لا يوجد أي طرف أو جناح أو تيار في النظام بإمكانه التخلي عن هذه الاستراتيجية، وبعد أكثر من 42 عاما على تأسيس هذا النظام، فإن هناك إصرارا على المضي قدما في إبقاء جذوة التشدد الديني والتعصب الطائفي والارهاب متقدة في المنطقة.
هذه المشكلة التي هددت وتهدد السلام والأمن والاستقرار في المنطقة لا يمكن إيجاد حلول شافية ووافية لها مع بقاء هذا النظام.
الحل الوحيد الذي يمكن الركون إليه والاعتماد عليه، هو التغيير الجذري والحقيقي في طهران وإنهاء دور ووجود هذا النظام الذي أرهق وقمع شعبه وأدخل المنطقة في بحار من الدماء وكومة من المشاكل المستعصية، وبطبيعة الحال فإن هذا التغيير لن يحدث إلا بدعم نضال الشعب الإيراني و المقاومة الإيرانية من أجل الحرية والديمقراطية من جانب دول المنطقة والعالم، وعاجلا أم آجلا سوف يفرض هذا المطلب نفسه کحقيقة لامناص منها على المنطقة والعالم.
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.