کتابات – اسراء الزاملي:
في خضم الاستعدادات الجارية في الاوساط القضائية التابعة للنظام الايراني بشأن العمل من أجل محاکمة 300 من معتقلي إنتفاضة إصفهان، حيث أعلن رئيس دائرة القضاء في مدينة أصفهان وسط إيران، أسد الله جعفري، عن تشكيل محكمة خاصة للتحقق في التهم الموجهة إلى معتقلي الاحتجاجات التي عمت المدينة بسبب شح المياه. فإنه وتزامنا مع ذلك، وعشية اليوم العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من كانون الأول (ديسمبر)، تم عقد مٶتمر حقوقي ـ سياسي دولي في البرلمان الاوربي حيث شارك فيه عدد من النواب والشخصیات الأوروبیة البارزة، وهذا المٶتمر کان بشأن تدهور حالة حقوق الإنسان في إيران، حيث تم خلاله تسليط الاضواء على العديد من المواضيع والمسائل المهمة في مجال إنتهاکات حقوق الانسان التي يواظب النظام الايراني عليها.
المتکلمون في هذا المٶتمر أدانوا بشدة انتهاكات نظام الملالي الجسيمة لحقوق الإنسان، وقمع الإحتجاجات الشعبیة وما يتخذه من إجراءات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتهديد الذي يمثله برنامج الصواريخ الباليستية وأهداف التسلح النووي. وشجبوا بشدة قيام النظام بمواجهة المطالب المشروعة للشعب الايراني بالحديد والنار، ولاريب من إن تزامن عقد هذا المٶتمر مع الاجراءات القمعية غير العادية التي قام بها النظام الايراني ضد إنتفاضة إصفهان ولاسيما على أثر إعلانه الاحکام العرفية فيها، قد جاء بمثابة إشارة قوية ذات مغزى عميق خصوصا وإنه وخلال المٶتمر تم اعلان رسالة لاكثر من 100 عضو في البرلمان الاوربي الى الإتحاد الاوروبي والدول الأعضاء حيث يطالب بضرورة الإعتراف بمجزرة عام 1988في إيران كإبادة جماعية وانتهاك لحقوق الإنسان في إيران. وأهمية وحساسية هذا المطلب يأتي في وقت لاتزال فيه محاکمة المسٶول السابق في النظام الايراني في السويد بتهمة مشارکته في مجزرة 1988، والتي ورد فيها اسم ابراهيم رئيسي لمرات عديدة، ومن دون شك فإن هذا المطلب وکذلك المواضيع الاخرى التي تمت إثارتها في المٶتمر وحظيت بإهتمام من قبل وسائل الاعلام العالمية والاوساط السياسية والحقوقية الدولية، ولذلك فإن النظام لن يکون من السهل عليه أن يقوم بإرتکاب جرائم وإنتهاکات أخرى کما فعل في المرات السابقة، ويمکن وصف هذا المٶتمر الذي يثير ملف حقوق الانسان بوجه النظام الايراني بأنه بمثابة ضرب موجع له تحت الحزام.
وقد ألقت زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، التي شارکت في المٶتمر عبر الانترنت، بکلمة موجهة الى المٶتمر عشية اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وقف المنتفضون في إيران في مدينة أصفهان التاريخية للمطالبة بحقوقهم المسلوبة. بهذه المعارک وبالتضحية وتحمل الكثير من المعاناة، فإن المنتفضين من أجل الحرية في إيران، يمنحون الحياة والروح لمفردات ميثاق حقوق الإنسان. وأضافت:” عندما يرد الملالي الحاكمون بالرصاص على طلب الشعب بالماء، لجأ أهلنا في إیران، إلى “الانتفاض ضد القهر والقمع باعتباره الحل الأخير” وفقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.” وأشارت السیدة رجوي إلی قمع الانتفاضات قائلة: بأمر من خامنئي ورئيس النظام الحالي إبراهيم رئيسي تم قتل أكثر من 1500 شاب ومراهق في انتفاضة نوفمبر 2019.
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.