حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
جرت في النهر مياه كثيرة منذ تنصيب خامنئي لابراهيم رئيسي رئيسا لايران قبل ستة اشهر، لا سيما المتغيرات التي طرأت على مواقف اطراف نظام الملالي، التي كانت تكيل له المديح حين القى خامنئي بثقله من اجل ايصاله للرئاسة.
نرى على سبيل المثال محمد باقر قاليباف يحذر رئيسي متسائلا عن سبب تحويل الفرص الى تهديدات، ولا يغيب عنا ما جرى في اجتماع أقرب عناصر النظام في جامعة شريف، عندما توجه طالب حرسي بخطابه لإبراهيم رئيسي قائلا ما تقوله المقاومة الإيرانية منذ أربعة عقود، جاء في حديث ذلك الاجتماع انه خلال هذه السنوات، لم يكن الجواب سوى القمع والاعتقال والهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص الحربي و الكروي، ولم يبق امام الناس سوى الوقوع في هاوية العنف، سمع رئيسي يومها ان حكومته تحافظ على سلطتها بالرصاص الحي، وان اثنين من الطلاب الجامعيين “علي يونسى وأمير حسين مرادي” مسجونان منذ أكثر من عامين ، وان الحكومة موزعة على عصابات السلطة والثروة الفاسدة أو غير الفعالة .
اراد خامنئي من خلال العملية الجراحية التي اجراها لنظامه اتخاذ مسار آخر في مواجهة الأزمة المستعصية، واختار نهج الانكماش وتكثيف القمع بتنصيب سفاح مجزرة 1988 رئيسا للحكومة؛ لأنه يعلم بانه يواجه خطر الانتفاضة والثورة الاجتماعية، ولان هذه الخطوة لا تعد استجابة لمطالب مجتمع متفجر تصاعدت الصراعات بكثافة وتسارع أكبر.
في ظل عدم وجود المخارج، فاضت الأزمات داخل النظام وتجلت في شكل تساؤلات، احباطات، وزيادة الانهيارات المستمرة، كما أثارت الانتفاضات في خوزستان وأصفهان وشهركرد قلقا عميقا لدى العناصر التي تشكل جسم النظام.
زاد من حدة قلق اطراف النظام انضمام العديد من “القوى الثورية” إلى صفوف المحتجين على الحكام الحاليين وتحذيرات هذه الاطراف من اناس لا يفكرون إلا في تدمير وتخريب النظام من خلال الانتفاضة الاجتماعية.
لخص الطالب الباسيجي الذي تحدث في جامعة شريف المشهد بقوله ” إذا لم تقدم حلاً عقلانيًا وفعالًا للأزمة الحالية، ستتلقى ردا من الناس، قد لا يكون سريعا أو حتى عاجلا، لكنه سيكون بالتاكيد ثوريا وحاسما”.
سلطنا الضوء عشية الانتخابات الرئاسية على اليوم التالي لتنصيب رئيسي، وتوقعنا في افتتاحية موقعنا سرعة عودة التيارات المتخاصمة في نظام ولاية الفقيه الى النزاع من اجل حماية مصالحها في النهب ومقومات السلطة، وما قلناه في يونيو الماضی، عند ازالة خامنئي جزءًا كبيرًا من المقربين للنظام عبر مجلس صيانة الدستور تتضح صحته يوما بعد يوم.
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.