حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
مؤامرتان مخططتان مسبقًا!:
بالأمس، خطط نظام الملالي ونفذ مؤامرتين لهزيمة الانتفاضة الجماهيرية لأهل أصفهان وجهارمحال وبختياري، وكلاهما فشل.
في أصفهان، هرعت مجموعة من البلطجيين التابعين للنظام في ثياب مدنية إلى موقع اعتصام المزارعين في الساعات الأولى من الصباح ومزقوا اللافتات وحاولوا إزالة خيام المعتصمين. لكن المزارعين اشتبكوا معهم وصدوا المرتزقة بروح اقتحامية.
وكان هدف خامنئي واضحا. ليجرب ما إذا كان بإمكانه القضاء على هذه الأزمة الخطيرة وإزالتها من على طاولة النظام، أي مركز المقاومة في أصفهان، من خلال البلطجيين وإثارة الرعب.
هذا هو الأسلوب القديم والشائع نفسه الذي استخدمه خميني إبان المرحلة السياسية، في السنوات الأولى بعد انتصار الثورة المناهضة للشاه، عدة مرات ضد مكاتب مجاهدي خلق ومواقعهم لبيع الكتب والصحف. لكنه حتى في ذلك الوقت واجه رادعًا قويًا أمام إرادة الشباب الطلائع التابع لمجاهدي خلق، ولم يستطع إطلاقا إخراج المجاهدين من المشهد باستخدام حاملي الهراوات والبلطجيين باسم الشعب، بحيث اضطر نزع القناع من وجهه، وأرسل الحراس بالزي الرسمي، إلى المسرح. الآن يواجه خامنئي نفس روح المقاومة التي انتشرت بين الشعب الإيراني على مدى العقود الأربعة الماضية، وأدرك أنه لا يستطيع فعل شيء عن طريق البلطجية.
وقام خامنئي بأعمال مماثلة عبر مرتزقته في العراق ضد ثورة تشرين في العراق عام 2020، حيث أرسل مرتزقته إلى ساحة التحرير، وكذلك ضد المتظاهرين في الناصرية والنجف وكربلاء، وأضرموا النار في خيام المعتصمين في محاولة منهم لقمع ثورة تشرين. طبعا الشعب العراقي ايضا رد على النظام ومرتزقته وكسر هذه المؤامرات بنصب الخيام من جديد.
كانت مؤامرة خامنئي الثانية في شهر كرد هذه المرة، أرسل الولي الفقيه قواته إلى مشهد التجمع في وقت مبكر من الصباح لتصعد على المنصة أمام الناس في محاولة لتشويه انتفاضة الشعب وإبقاء الشعارات على مستوى نقابي تحت راية النظام وصورة وعنوان خامنئي المجرم ورئيسي السفاح.
غير أن الغضب المتراكم نتيجة 43 عامًا من القمع والنهب وسلب الحق في الحياة والحرية، يشكل واقعا عظيما لدرجة أنه لا يترك مجالًا لهذه الحيل والمؤامرات.
وكانت النتيجة أنه بعد ساعة فقط، دخل الشباب المسلح بسلاح برنو المشهد وهتف الآلاف: “نحن شعب النضال نتحداكم في النضال”، “الحكومة نفسها هي المافيا والموت على المافيا”، “بختياري يموت ولا يقبل الذل” و “الويل إذا رفع بختياري سلاح برنو”.
الآن، مع هزيمة البلطجية ومؤامرة التشويه، يواجه الولي الفقيه الخائب مفترق طرق مميت. إما يقوم باللجوء بالقهر السافر ويرسل قواته القمعية؛ أو يتحمل الوضع لأيام أخرى.
إذا قام بالقمع، فإن العواقب خطيرة للغاية بالنسبة له، وكما حذر المزارعون في الأيام الماضية النظام قائلين: إذا أتيت مع الشرطة والحرس الخاص، فلن ينجو بنك حكومي ومركز حكومي في أصفهان وسيحترق الجميع في نيران غضب الشعب! كما قال أهالي شهركرد اليوم: “وعدنا القادم هو انفجار”.
لكن إذا قبل خامنئي بتحمل الوضع على مضض، ستستمر الاعتصامات والانتفاضات وستنتشر إلى مدن ومحافظات أخرى مع مرور الوقت.
يأتي هذا الجمود وعدم الحيلة فيما ترتجف أركان النظام من انتشار الانتفاضات في المحافظات الأخرى ويحذر قادة النظام: افعلوا شيئاً! “هل يجوز أن تثور عشائر اللور بالبنادق غدا؟” (صحيفة مستقل الرسمية – 21 نوفمبر).