حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
ألف رواية لمقاومة مجاهدي خلق ضد نظام الملالي:
ذات يوم كتب أحد مجاهدي خلق على الحائط الأسود للزنزانة: اقتادونا للإعدام … إلخ. وكتب مجاهد آخر على جدار آخر: لقد صمدنا حتى النهاية … إلخ. وذاك مجاهد آخر نقش على الجدران وفائه بالعهد، في الساعات الأخيرة من حياته.
وكان هؤلاء مجاهدو خلق مرفوعو الرأس يعلمون في تلك الأيام الحارة المحرقة في صيف 1988 أن تلك الجدران سوف تتحدث يومًا، وأن جملهم الأخيرة سوف تصدم العالم.
وكتبت الأخت المجاهدة مهين لطيف، مؤلفة كتاب “إذا تحدثت الجدران”، هذه القصة في مذكراتها خلال فترة سجنها على مدى 6 سنوات في زنازين خميني.
وأعادت رواية بعض سطور هذا الكتاب، في المؤتمر في أشرف الـ 3 في حضور 1000 سجين سياسي سابق من مجاهدي خلق، بمناسبة الذكرى السنوية للمجزرة والذكرى السنوية لانتفاضة نوفمبر 2019 الدموية.
وفي هذا المؤتمر، الذي يجب أن يسمى بحق استعراض الصمود والديمومة، روى السجناء مجاهدو خلق ذكرياتهم أثناء فترة السجن، وتعتبر كل منها شهادة على حقيقتين تاريخيتين عظيمتين. حقيقتان لوجهي عملة واحدة:
ويتمثل أحد وجهي العملة في جريمة وقسوة وخبث ووحشية لا توصف من قبل بعض الجلادين، من أمثال إبراهيم رئيسي الذين أدخلوا بكراهية شديدة لمجاهدي خلق المتمسكين بمواقفهم، وكان معظمهم يقضون فترة عقوبتهم؛ إلى قاعة الإعدام بالجماعات عبر ممر الموت.
وعلى الرغم من أن جثث مجاهدي خلق الذين تم إعدامهم قبلهم قد سقطت على الأرض، كانوا يضعونها على منصات الإعدام ويقومون بشنقها.
فضلًا عن أنهم قاموا بتعذيبهم لسنوات عديدة مستخدمين كافة أشكال التعذيب التي لا تخطر على بال أي إنسان، بدءًا من الجلد والاغتصاب وقيد الذراعين من الخلف بشكل عكسي، وصولًا إلى غرفة الغاز والقفص والقبر وما شابه ذلك، من أشكال التعذيب الوحشي التي اخترعها مجرمو خميني.
أما الوجه الآخر للعملة هو المقاومة والملحمة التي سطرها مجاهدو خلق. ملحمة سطرها نساء ورجال مجاهدي خلق الذين قضى الكثيرون منهم 7 سنوات تحت كافة أشكال التعذيب النفسي والجسدي بما يتجاوز قدرة الإنسان، على مدار الساعة.
إذ قام الجلادون بخيالهم المريض بوضع المجاهدات في الوحدات ما تسمى بالسكنية والأقفاص والحبس الانفرادي لأشهر متتالية بغية سحقهن، بيد أن المجاهدات لم يستسلمن أمام الجلادين فحسب، بل صرن أكثر عنادًا وإيمانًا وأكثر نضالًا وأكثر زخرًا وحيوية، وأصرن على التمسك بعهدهن مع منظمتهن وشعبهن المحبوبين.
وتم إعدام أكثر من 90 في المائة منهن شنقًا في عام 1988. ويعيش اليوم 220 امرأة من هؤلاء المجاهدات في أشرف الـ 3 ، وهنّ ورثة زميلاتهن الشهيدات.
ملحمة نساء ورجال مجاهدي خلق الذين كانوا يتسابقون في ممر الموت للوقوف في طابور الإعدام، وكانوا يضحكون خلف باب قاعة الإعدام وينشدون الأناشيد.
وهكذا كانت تتكرر ملحمة رفقاء الإمام الحسين ليلة عاشوراء. إن مجاهدي خلق الذين أزالوا كرسي الإعدام من تحت أرجلهم وهم على منصة الإعدام ورحبوا بالموت الدموي، الذي يرونه في معتقدهم الأيديولوجي السبيل الوحيد لتحرير شعبهم من سلطة الفقهاء المخزية وأيديولوجية خميني الشريرة.
وأظهر رفقاء هؤلاء الأشاوس مرفوعي الرأس من آلاف مجاهدي خلق الذين أُعدموا شنقًا في سجون إيفين، وكوهردشت، وقزل حصار، وفي سجون المدن، وفي الزنازين، وغرف التعذيب، وممر الموت.
في المؤتمر الذي حضره 1000 سجين سياسي، في أشرف الـ 3؛ أن دماء شهداء مجزرة 1988 تغلي وتزأر متدفقة في شرايين رفاقهم، وفي جسد كبير بحجم إيران، وتدعو المطحونين وشباب والانتفاضة ووحدات المقاومة الشجعان إلى العصيان والانتفاضة ضد نظام الملالي المستبد.
كما قالت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي، في هذا المؤتمر: «انتفاضة نوفمبر2019 تحمل رسالة خاصة. رسالتكم هي التقاضي على دماء شهداء مجزرة 1988 والقيام بانتفاضة لإسقاط نظام الملالي.
من ممرات الموت إلى شوارع طهران وتبريز والأهواز واصفهان، حتى تحرير إيران برمتها لن يتنازل مجاهدوخلق عن هذا الهدف».