حدیث العالم – مثنى الجادرجي:
عملية الاغتيال الفاشلة الاخيرة التي جرت لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الکاظمي وماتداعت عنه من ردود فعل عنيفة وغاضبة، لم تبعث على خوف وهلع أي طرف أو جهة کما کان الامر مع نظام الجمهورية الاسلامية الايراني الذي أسرع بإرسال قائد قوة القدس الارهابية اسماعيل قاآني الى العراق وماعمله من أجل إبعاد الشبهات عن نظامه وعن ذيوله في العراق من الميليشيات العميلة التي باتت والنظام الايراني مکروهين من جانب الشعب العراقي أکثر من أي وقت مضى.
أکثر ماقد أثار الفزع في نفوس الميليشيات العميلة والنظام الايراني هو إن کيدهم قد إرتد الى نحرهم إذ وعوضا من أن تکون تلك العملية بمثابة رسالة تثير الرعب في کل من يقف بوجه النظام الايراني وعملائه في العراق فإن مانجمت عنه قد أصبحت بمثابة رسالة رعب للنظام الايراني وعملائه من جانب الشعب العراقي والمنطقة والعالم وعکست موقفا غير مألوفا لم يدر بخلد من أصدر الاوامر بتنفيذ عملية الاغتيال الفاشلة تلك.
عملية الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء العراقي وماقد نجمت عنها، سلطت الاضواء مرى أخرى وبقوة الاضواء على نفوذ وهيمنة النظام الايراني ومدى إتساع الرفض الشعبي العراق والاقليمي والدولي حياله وإنه لم يعد بالامکان التغاضي عنه والسماح لعملاء النظام الايراني کي يعبثون بأمن وإستقرار العراق وبالمصالح العليا للشعب العراقي من أجل مصلحة النظام الايراني وتقوية موقفه الاقليمي والدولي وإن هذه العملية بما خلفته من ردود فعل وآثار قد أثبتت ثلاثة حقائق دامغة تلقي الرعب في الاوساط الحاکمة في طهران وفي داخل الميليشيات العميلة وهذه العقائق هي:
ـ الانتخابات الاخيرة وماجرى وحدث فيها أثبت بأن الشعب العراقي يرفض عملاء وأدوات النظام الايراني ويعتبرهم حالة طارئة وضارة يجب التصدي لها وعدم السماح لها بأن تٶثر على الاوضاع في العراق، وإن الرفض الشعبي الواسع لهذه العملية کان بمثابة إمتداد وإنعکاس لما حدث في الانتخابات.
ـ هذه العملية الارهابية دفعت الى تشكيل إجماع إقليمي ودولي ضد النظام والميليشيات والاحزاب العميلة التي تعمل لصالحه وبالوکالة عنه.
ـ هذا التوافق والدعم الإقليمي والدولي يعکس ويجسد رغبة الشعب العراقي في إنهاء نفوذ النظام الايراني في العراق.
خلال العامين الاخيرين تزايدت النشاطات والتحرکات الشعبية العراقية ضد نفوذ وهيمة النظام الايراني في العراق وکذلك ضد ماأداه ويٶديه أذنابه من دور مشبوه من أجل هذا النظام وإن معظم النشاطات المضادة الارهابية والاجرامية من عمليات إغتيال وخطف وإرعاب للناشطين ضد نوذ النظام الايراني وضد عملائه لم تتمکن من وضع حد للمطلب الشعبي الوطني العراقي بضرورة إنهاء نفوذ وهيمنة النظام الايراني في العراق وإنه من الواضح بأن بداية نهاية نفوذ وهيمنة النظام الايراني في العراق، قد صارت تبدو واضحة بعد هذه العملية.