التغالکاتب – موقع المجلس:
N. C. R. I : في ظل عمليات الشد والجذب الجارية بين المجتمع الدولي وبين نظام الملالي فيما يتعلق بمحادثات فيينا والتي صار العالم کله يعلم جيدا بأن الفاشية الدينية الحاکمة في طهران تسعى وبکل الطرق إستغلالها الى أبعد حد وتوظيفها لصالح فك عزلته الدولية والعودة من جديد الى سياسة المسايرة والمهادنة معه والتي هي واحدة من أسوأ السياسات التي قامت الدول الغربية عموما والاوربية منها خصوصا بإتباعها للتعامل مع نظام الملالي.
المشاکل والازمات التي کانت تحاصر هذا النظام وتکاد أن تکتم على أنفاسه، دفعته رغما عن أنفه الى الجلوس على طاولة المفاوضات والتوقيع على الاتفاق النووي للعام 2015، وهو حاول ويحاول جهد إمکانه إستخدام مافي جعبته من وسائل الخداع والکذب والتمويه من أجل إستغلال الظروف والاوضاع الجديدة فيما بعد مرحلة الاتفاق النووي، ولئن کان من جانب يطلق تصريحات بشأن إلتزامه بأمن واستقرار المنطقة وسعيه للتعاون مع بلدان المنطقة بهذا الصدد فإنه ومن جانب آخر يواصل الاستمرار على سياساته ونهجه المشبوه خصوصا وإن تصريحات الحرسي أمير عبداللهيان قد أکدت بتمسك هذا النظام بنهجه وعدم التخلي عنه والاستمرار في دعم أذرعه العميلة في هذه البلدان.
السياسة الدولية المتبعة مع النظام المتطرف المعادي للإنسانية ولاسيما من جانب دول في الاتحاد الاوربي، والتي تأمل بأن يحدث تغيير من داخل النظام، هي سياسة فاشلة من ألفها الى يائها ولاسيما بعد أن صار واضحا إن من کانوا يراهنون عليه حتى الامس لکي يقوم بإحداث تغيير في هذا النظام قد إنتهى دوره بمجرد أن قام الطاغية خامنئي بإتباع نهج الانکماش رغم إننا يجب أن نلفت الانظام هنا بأن خاتمي وروحاني اللذان راهنت عليهما الدول الغربية والاربية منها خصوصا لإحداث التغيير الداخلي المزعم هما أساسا جزء من منظومة ولاية الفقيه ويسعيان للمحافظة على هذه المنظومة بأساليبهما الخاصة من دون النيل من النظام أو إجراء تغييرات أساسية في بنيته، خصوصا إدا ماأعدنا للأذهان بأن روحاني وأبان ولايته قد أکد بنفسه على شرعية وضرورة الاعدامات في إيران کما إنه أثنى وأشاد بتدخلات نظامه في بلدان المنطقة وإعتبرها سببا في دعم موقف التفاوضي للنظام مع دول مجموعة 5+1، کما إن البرنامج النووي للنظام قد تم الشروع فيه خلال عهد خاتمي الذي طبلوا وزمروا له کثيرا في حين لم يکن سوى مجرد أمعة وبوق مشبوه واليوم وبعد أن ثبت للعالم کله وللدول الغربية والاوربية منها هذه الحقيقة ولاسيما بعد أن جعل الطاغية خامنئي نظامه بلون وإتجاه واحد وحذف تيار الاعتدال والاصلاح المزيف من الحساب وجاء بالسفاح والقاتل ابراهيم رئيسي کرئيس للنظام، فإن العالم مطالب بأن يتخذ موقفا يتناسب مع هذا التغيير الواضح إتجاهه وأهدافه لنظام الملالي ويجب أن يتم إتباع سياسة أخرى مغايرة تماما للسياسة السابقة الفاشلة من کل النواحي.
نظام الملالي والذي يعتمد على دستور مخالف للتقدم والانسانية والحضارة، لايوجد أي أمل في إصلاح هذا الدستور والقوانين الرجعية المتخلفة الاخرى وانما السبيل الوحيد هو إلغاء کل هذه القوانين من جذورها والمجئ بقوانين وأنظمة جديدة عصرية تتوافق مع مطالب وإرادة و رغبات الشعب الايراني، وإن برنامج العشرة بنود الذي طرحته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، من أجل التغيير والمبني أساسا على إسقاط هذا النظام وإعلان إيران دولة غير نووية مٶمنة بحقوق الانسان والمرأة وتفصل بين الدين والسياسة وتٶمن بالتعايش السلمي وعدم التدخل في شٶون الآخرين، والحقيقة وکما نرى فإن المطلوب وبإلحاح هو التغيير في النظام جذريا کما طرحت السيدة رجوي وليس إنتظار أو توقع حدوث التغيير من داخله فذلك وکما أثبتت تجارب الاعوام الماضية مجرد سراب ووهم لاوجود له أبدا.