حدیث العالم – سعاد عزيز:
ليس هناك موضوع معروف وشائع بحيث صار القاصي والداني يعرف به کما هو الحال مع موضوع الازمة الحادة التي يعاني منها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والطريق المسدود الذي وصل إليه من جراء تراکم الاخطاء والازمات، لکن الذي يلفت النظر کثيرا هو إن موضوع أزمة النظام الذي صار أبسط إيراني يعلم به لکن رئيس الجمهورية ينکر ذلك علنا ويٶکد بأنه ليست هناك أي شئ من ذلك القبيل!
ابراهيم رئيسي، الذي نصبه المرشد الاعلى بمثابة الربان الذي يمکنه أن يقود سفينة النظام الى بر الامان، يبدو واضحا من عزمه وتصميمه على المضي قدما للأمام من أجل إنقاذ النظام وإخراجه من أزمته الخانقة ومن الطريق المسدود الذي إنتهى إليه، وهو ومن خلال أکثر من 50 وعدا کبيرا تعهد بأن يغير مسار النظام وينقذه من الاوضاع السلبية التي إنتهى إليها على يد أسلافه عموما وروحاني خصوصا، وهو بعد أن فاز في الانتخابات الرئاسية الاخيرة المثيرة للجدل، فقد دأب أيضا على إطلاق التصريحات الرنانة ولکن هناك ثمة ملاحظة مهمة يبدو مع إن رئيسي منتبه لها تماما لکنه لايکترث بها وهي؛ إنه يطلق العنان للکلام ولکن من دون أي فعل أو عمل على أرض الواقع!
ليس هناك في النظام الايراني من لايعترف بصورة أو أخرى بأن النظام يواجه أزمة، لکن ابراهيم رئيسي کما يبدو يختلف عن جميع القادة والمسٶولين في النظام الايراني عندما يکرر وبصورة ملفتة للنظر قولا غير عاديا وهو: “ليس لدينا مأزق في نظام ولاية الفقيه! ليس لدينا طريق مسدود”! وهذا الکلام يعني أن النظام الايراني لايواجه أية مصاعب إقتصادية کما إنه لايواجه أية عزلة دولية!! وإلا ماذا يعني ليس لدينا مأزق؟ ذلك إنه إذا لم يکن رزوخ أکثر من 60% من الشعب الايراني تحت خط الفقر بمأزق للنظام فما هو المأزق؟ إذا لم تکن العزلة الخانقة التي يعاني منها النظام بمأزق فما هو المأزق؟
معظم أسلاف رئيسي، کانوا يحرصون على الاعتراف بعمق الازمة التي يعاني منها النظام بعد أن يصلون الى فترة قريبة من إنتهاء ولايتهم وکانوا يمنون الشعب بآمال للتصدي للأزمة ومعالجتها، لکن إبراهيم رئيسي کما يبدو يختلف عن أسلافه بصورة کاملة، فهو لايعترف بوجود أزمة ولا بأن النظام قد وصل الى طريق مسدود ولذلك فليست هناك من حاجة للحديث عن آثار وتداعيات الازمات ولاحتى الحديث عن الطريق والسبيل لمواجهتها والخروج منها، وبهذا فإن رئيسي يثبت بأنه بمنطق هذا المثير للتهکم، هو ليس قد تفوق على أسلافه الذين کانوا يهربون للأمام فقط بل وقد تغلب حتى على المجانين والحمقى والبلهاء الذين لايعملون بأي حالة بائسة قد أصبحوا ويتصرفون کمن لايعاني من أي شئ!!