وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في مؤتمر صحفي في بيروتفارس الخارجية المقنع
میدل ایست اونلاین – منی سالم الجبوري:
صحف النظام تنتقد خطة الأيام الأولى لوزير الخارجية الجديد. المشاكل مع الخارج ما عاد يمكن اخفاؤها بالتصريحات أو التمني.
في خضم استمرار فشل الحكومات المتعاقبة في إيران منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يسعى القادة والمسٶولون في هذا النظام دائما ووفق اسلوب الهروب للأمام وتجاهل أصل وأساس المشكلة، فإنهم يسعون من أجل إختلاق أسباب وعوامل لا وجود لها في الواقع. ولكن وبعد أن وصلت حالة النظام الى حد لم يعد معه يفيد أي تبرير فإن المرشد الاعلى للنظام قد تدخل خلال العام الماضي من أجل صرف الانظار عن واقع أزمة النظام المترتبة من تراكم فشل مستمر منذ تأسيس النظام الى يومنا هذا، عندما حاول تبرير أزمة النظام ومشاكله المزمنة بأداء حكومة الرئيس السابق روحاني وتأكيده بأن “الحكومة الاسلامية الفتية” بمقدورها أن تتصدى لكل المشاكل والازمات التي يعاني منها النظام وإيجاد حلول لها، وعلى نفس “الرنة” وذات “النغمة” ردد قادة في النظام ومن بعدهم حكومة ابراهيم رئيسي، وهي الحكومة التي بشر بها خامنئي كحلالة للمشاكل والأزمات.
واحدة من أهم أسباب فشل الحكومات المتعاقبة في النظام الايراني بعد فشل الاداء الاقتصادي هو فشل الاداء السياسي له. ولا غرو فإن قادة النظام قد أدركوا هذه الحقيقة ولذلك فقد كان هناك تركيزا ملفتا للنظر على الاداء السياسي لوزير الخارجية السابق ظريف وتحميله أسباب ذلك، وإن الوزير الجديد أمير عبداللهيان الذي دخل المجال السياسي بعقلية واسلوب قاسم سليماني وإقتحمه بتصريحات وتصرفات “عنترية” من أكثرها لفتا للأنظار ما قد قام به في بغداد عندما تجاوز حدود البروتوكول ووقف الى جانب القادة والرٶساء، عبداللهيان هذا يسعى للإيحاء بأنه قد جاء بالحل الناجع والترياق الشافي لمرض “السياسة الخارجية” للنظام!
لم تمض فترة طويلة على مباشرة عبداللهيان لمهام عمله، حتى تبين حقيقة أن “الجبل تمخض فولد فأرا”، وإن الانتقادات اللاذعة التي وجهتها وسائل الاعلام الايرانية ذاتها وليس المعارضة الايرانية أو وسائل الاعلام الدولية، تظهر بأن عبداللهيان لا يحمل في جعبته أي جديد خصوصا وإنه لم يعد يمارس حيل وخدع ظريف وتوزيع الإبتسامات والتصريحات المجاملة يمنة ويسرة بل إنه يتصرف وكأنه أحد “فرسان المعبد” إن صح التعبير.
في خضم تداعيات أزمة النظام الايراني مع اذربيجان، فقد وجهت صحيفة “ستاره صبح” نقدا نوعيا لاذعا لأداء عبداللهيان بهذا الصدد إذ أنها أجرت مقابلة مع السفير الايراني السابق لدى المملكة المتحدة جلال ساداتيان اشار فيها إلى عزلة النظام قائلا ان “روسيا لا تولي اهتماما كبيرا لموقف إيران في هذه الأزمة”. وفي رد واضح على تضخيم الصحف القريبة من خامنئي لرحلات أمير عبداللهيان تساءلت ستار صبح عن القضايا التي أثارها ألاخير في موسكو ورد المسؤولين الروس على مطالبه. واشارت الصحيفة الى عودة عبداللهيان خالي الوفاض من هذه الرحلة مؤكدة عدم تحقيقه أي نجاح للنظام.
وبنفس السياق فقد نشرت صحيفة مستقل مقالة حول ارتباك السياسة الخارجية الايرانية جاء فيه انه “يبدو أن البحث في حلقة مفرغة مسيطر على أذهان صانعي القرار الحاليين” الى الحد الذي لا يترك مجالا لتسليط الضوء على المفاوضات النووية. والانكى من ذلك إن الصحيفة ذكرت بأنه وبدلا من رؤية عمق المشكلات وإيجاد حلول علمية حقيقية، يتمسكون بوسائل وطرق صبيانية غير مجدية مثل تهديد كوريا الجنوبية بمنع المسلسلات الكورية، أو الحديث عن 10 مليارات دولار من الأموال المجمدة. واكدت على ان هذه السياسة مخيبة للآمال من الناحية الاستراتيجية وتظهر خلو الوفاض من التكتيك الناجح. وخلاصة القول والكلام، فإنه وكما إن جواد ظريف لم يتمكن من إخراج النظام الايراني من عنق الزجاجة وترك كأسلافه القضايا معلقة تحيط بها الضبابية، فإن المٶشرات الاولية تدل بصورة وأخرى على إن كل الذي سيفعله عبداللهيان هو إنه سيزيد طين سلفه بلة.