حدیث العالم – بقلم : سعاد عزيز:
لئن تم إطلاق بعض التصريحات التي توحي على شئ من الاطمئنان من جانب ابراهيم رئيسي والتي سعت للتخفيف من حدة التصورات المتشائمة بشأن فترة رئاسته، لکن وکما کانت توقعات المراقبين السياسيين فإن تلك التصريحات ليست ولايمکن أن تکون إلا مجرد سحب صيف لايمکن أن تمطر، ولعل التصريحات التي أدلى بها حسين أمير عبداللهيان، مرشح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لمنصب وزير الخارجية، أمام البرلمان الايراني في جلسة التصويت على حکومة رئيسي، فقد أکد قائلا:” أعلن وبصوت عال أننا نعتبر المفاوضات عبئا على الدبلوماسية.. لن نهرب أبدا من طاولة مفاوضات تعتمد على المنطق والسيادة والحكمة، لكننا لن نربط وزارة الخارجية بالاتفاق النووي” وأضاف: “سأبذل كل ما في وسعي لجعل العقوبات غير فعالة فيما نحاول رفعها، مع ذلك سنوافق على المحادثات التي لا تستنزفنا، وتؤمن حقوق ومصالح الأمة الإيرانية العظيمة” مشددا: “أؤكد بوضوح أن هذه هي سياسة حكومة رئيسي”، وهذا الکلام لو تفحصناه وقمنا بدراسته بتأمل، فإنه يدل على إن النظام الايراني وفي عهد رئيسي سيقوم بلعبة القط والفأر التي دأب عليها هذا النظام في تعامله مع المجتمع الدولي فيما يخص برنامجه النووي!
لعبة القط والفأر التي کان النظام الايراني يلجأ إليها دائما عندما يجد نوعا من المرونة والتساهل من جانب المجتمع الدولي ويستغل ذلك من أجل بلوغ مراميه، ويبدو واضحا بأن رئيسي وحکومته يتصوران بأن هذه الفترة ستکون مناسبة لهم کي يقوموا بممارسة لعبة القط والفأر، ولاسيما وإن المجتمع الدولي لايزال يتصرف بالصورة الخاطئة مع هذا النظام ويتصور بأن الاساليب الدبلوماسية ستنفع معه وإنه سيقبل بالمطالب الدولية ويتخلى عن الجانب العسکري من برنامجه النووي المشبوه أساسا، مع ملاحظة إن زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، قد أکدت وفي أکثر من مناسبة بأن هذا النظام لايفهم إلا لغة الحزم والصرامة وإنه يعتقد بأن المرونة والتساهل معه بمثابة خوف وحذر منه ولذلك فإنه يتعنت، لکن من المفيد هنا أيضا التنويه على إن المجتمع الدولي ولاسيما بعد تجربة الاتفاق النووي معه في عام 2015، لم يعد يميل للرکون لهذا النظام والاطمئنان إليه والثقة به، بل إن الحذر منه يغلب على التعامل معه.
عهد رئيسي الذي سيکون عهدا لايختلف في خطه العام عن العهود السابقة لکنه سيتميز بطابع إستبدادي ـ قمعي وخصوصا وإن هناك حالة غليان غير عادية في داخل إيران وتزايد الحديث عن إحتمال إندلاع إنتفاضة غير عادية ضده، وقطعا فإن لعبة القط والفأر سيتم حسمها خلال الاسابيع القادمة ولايبدو بأنها ستکون کما يريد النظام الايراني!