کتابات – مثنى الجادرجي:
النهج الانکماشي الذي إتبعه خامنئي منذ عدة أشهر وتوجه بتنصيب ابراهيم رئيسي کرئيس للنظام، کان من أجل تحقيق هدفين رئيسيين؛ الاول، ضمان المحافظة على النظام وإستمراره من خلال حصر السلطات بقبضته في دائرته الضيقة، أما الثاني، فهو سيطرة النظام على الاوضاع الداخلية وتهدئتها بما ينهي أية تحرکات مضادة تهدف الى إسقاطه، وقد مهد خامنئي لهذا النهج بمزاعم وإدعاءات من قبيل الحکومة الاسلامية الفتية التي ستغير الاوضاع لصالح الشعب، لکن وفي الجانب الآخر من الصورة، فإن الامور کما تبدو لحد الان لاتسير في السياق والاتجاه الذي يسعى إليه خامنئي.
منذ التغييرات التي جرت بسبب النهج الانکماشي لخامنئي، فإن الملاحظة المهمة التي يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية، هي أن النظام وعلى الرغم من جنوحه لمزيد من التشدد وزيادة ممارساته القمعية فإن الاحتجاجات الشعبية والنشاطات المضادة له في داخل وخارج إيران آخذة في الاتساع الى الحد الذي يمکن فيه القول بأن نهج الانکماش قد کان عاملا مهما في زيادة الاحتجاجات والنشاطات المضادة بصورة غير مسبوقة.
أکثر مايقلق خامنئي بعد التغييرات التي أجراها وبعد تنصيب رئيسي، هو إن الاحتجاجات والنشاطات المضادة للنظام صارت تلفت نظر العالم وتکسر حاجز وجدار الصمت الذي حرص النظام عليه کثيرا، وإن تقارير وتحقيقات صحفية مختلفة باتت تنشرها وسائل الاعلام ووکالات الانباء بشأن الاوضاع المتعلقة بإيران ومن إن هناك نشاطا شعبيا مضادا تقوده المقاومة الايرانية ضده وأصبح هذا النشاط يشکل مصدر خطر وتهديد للنظام. والملاحظ إن وسائل الاعلام ووکالات الانباء العالمية تسلط الاضواء على الازمة الخانقة التي يواجهها النظام کما إنها ترکز أيضا وبصورة ملفتة للنظر على رئيسي بإعتباره مطلوب للعدالة الدولية بتهمة إرتکاب جرائم ضد الانسانية، وهذا يعني بأن رئيسي وفي الوقت الذي يعول خامنئي عليه بأن يسيطر على الاوضاع الداخلية ويهدئها من خلال مضاعفة الممارسارت القمعية فإنه سيواجه مشکلة کبيرة مع العالم ولاسيما في حال فضح تلك الممارسات وهو أمر لايمکن إستبعاده مع تواجد معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران وکونها تعمل دائما على جعل العالم على إطلاع بما يرتکبه النظام من جرائم وإنتهاکات بحق الشعب الايراني.
نهج خامنئي الانکماشي المتوج بتنصيب رئيسي على رأس السلطة التنفيذية، ليس لم يتمکن من السيطرة على الاوضاع الداخلية وتهدئتها وجعلها لصالح النظام بل وحتى إنها کانت کما لو إن خامنئي قد وضع أصبعه في عش الدبابير!
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.