مريم رجوي في بداية المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية وتظهر خلفها شاشات عملاقة للمشاركين بتيرانا أمس (الشرق الأوسط)
لندن – تيرانا: «الشرق الأوسط»
طالبت شخصيات سياسية ومسؤولون سابقون غربيون من المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية إلى ملاحقة الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي بسبب دوره في إعدامات السجناء السياسيين في عام 1988، فضلاً عن إدانة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والدعوة إلى إسقاط النظام الحالي، واستبداله نظام علماني به بهدف ضمان الحرية للإيرانيين، ومنع النظام الحالي من تطوير أسلحة دمار شامل.
وبدأ المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية (مجاهدي خلق)، أمس، أعماله التي تستمر 3 أيام، تحت عنوان «إيران الحرة»، عبر تقنية الاتصال المرئي للعام الثاني على التوالي بسبب تفشي جائحة كورونا، بمشاركة العشرات من الشخصيات السياسية الأوروبية والأميركية المؤيدين، بالتزامن مع وقفات احتجاجية لأعضاء المعارضة الإيرانية في عدة مدن أوروبية.
ويشارك في مؤتمر هذا العام نحو 30 من أعضاء الكونغرس، بينهم السيناتور ميننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، والسيناتور الجمهوري تيد كروز، وزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي، فضلاً عن وزراء ومسؤولين سابقين في أوروبا والولايات المتحدة وكندا.
وبالتزامن مع المؤتمر الذي ينطلق من معسكر أشرف 3 في تيرانا، عاصمة ألبانيا، نظم أنصار «مجاهدي خلق» تجمعات في برلين وباريس وواشنطن ولندن وأمستردام وستوكهولم وأوسلو وفيينا وروما وجنيف.
وأجمع السياسيون الغربيون على ضرورة إقامة نظام علماني في إيران، والتحقيق في دور الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي في إعدامات عام 1988 التي استهدفت بشكل أساسي سجناء سياسيين من أنصار «مجاهدي خلق» في الشهور الأخيرة من فترة حكم «المرشد الأول»، الخميني. ودعا المشاركون إلى دعم مطالب الشعب الإيراني في تعزيز حقوق الإنسان، وضبط سلوك النظام الإيراني على الصعيدين الداخلي والخارجي. وقالت مريم رجوي، زعيمة «المقاومة الإيرانية»، إن المجتمع الإيراني «محاصر بالاستبداد الديني وكورونا والجوع، لكنه يحمل في طیاته بركاناً من الانتفاضات».
وانتقدت رجوي الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، والتي وصفتها بأنها «أكبر هزيمة وفضيحة في تاريخ مسرحیات انتخابات نظام الملالي»، وقالت إنه «لا شيء يفسر تعيين رئيسي لرئاسة السلطة التنفيذية سوى الخوف من الانتفاضة، والاحتضار السياسي لولاية الفقيه»، وتابعت أن «رئيسي من المتورطين في مذبحة 30 ألف سجين سياسي عام 1988، كان 90 في المائة منهم من (مجاهدي خلق). كما أنه شارك في تعذيب وإعدام الآلاف من قبل، ومنذ ذلك الحين».
ونوهت رجوي بأن ما حدث هو رد فعل من النظام الإيراني على مرحلة من 3 تطورات رئيسية، وهي أن «النظام يعيش ظروفاً طارئة اجتماعية واقتصادية، وفي خضم أزمات مستعصية»، إضافة إلى «دخول المجتمع الإيراني مرحلة الانتفاضات والاحتجاجات التي بدأت في يناير (كانون الثاني) عام 2018»، فضلاً عن «إنشاء شبكة عامة من المنتفضين الشجعان المتفانین والنيران المشتعلة لمعاقل الانتفاضة ضد مظاهر حكم الفاشية الدينية».
وبذلك، توقعت أن «يتفاقم الصراع بين النظام والمجتمع الإيراني أكثر من ذي قبل»، وقالت إنه «خلال هذه الفترة، تفقد الحلول الزائفة والبدائل الاصطناعية والافتراضية دورها الحيوي»، وعدت أن «الاعتدال والإصلاح المزيف أصبحا في حكم الميت، بينما تصعد نجمة الثورة وإسقاط النظام، بصفتها الحل الوحيد اللامع المشرق».
وبدوره، دعا وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو إلى فهم «صراع واحد هو الأكثر أهمية لإعادة إيران إلى مكانتها الصحيحة في التاريخ»، مشيراً إلى أن «القتال المركزي هو الصراع في الشوارع وفي المساجد وفي أذهان الإيرانيين؛ هو الانقسام بين الشعب والمعارضة المنظمة الساعية للحرية والديمقراطية من جهة، والنظام برمته من جهة أخرى». وهاجم بومبيو النظام الإيراني بشدة، ووصفه بأنه «نظام وحشي» و«ثيوقراطي»، وقال إنه «نظام جبان كليبتوقراطي، قتل قادته بالآلاف، ثم يختارون أولئك الذين ارتكبوا هذه الفظائع الهائلة ليقودوا الآن منظمتهم الإرهابية ونظامهم»، وصرح بأنه «منذ عام 1979، أدت كل الانتخابات المزيفة في إيران إلى إضفاء مظهر الجمهورية على حكومة دينية فاسدة وحشية». ومع ذلك، رأى أن الانتخابات الرئاسية التي فاز بها رئيسي «تختلف اختلافاً كبيراً عن تلك التي سبقتها، ويرجع ذلك أساساً إلى أنها تحدث عندما يكون النظام الثيوقراطي في أكثر حالاته خطورة منذ عام 1979. كما أن احتمالات بقائه موضع تساؤل علني من قبل المطلعين على النظام. الأمة الإيرانية أمة محبة للحرية؛ باختصار: قلة قليلة من الناس صوتوا بالفعل لصالح رئيسي».
وحذر بومبيو من أن «أي تعامل مع رئيسي سيكون بمثابة التعامل مع قاتل جماعي»، وقال «هذا ليس فقط غير أخلاقي، ولكنه أيضاً يأتي بنتائج عكسية»، وأوضح: «كما كان الحال مع إدارة ترمب، يجب أن تكون حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب في صميم سياستنا تجاه إيران؛ يجب أن ندعم الشعب الإيراني».
وتابع بومبيو: «إذا أردنا منع إيران من الحصول على سلاح نووي، فعلينا ممارسة الضغط حتى يغيروا سلوكهم، أو حتى تحدث الإصلاحات التي تحرك إيران نحو شكل ديمقراطي من الحكم»، وأشار ضمناً إلى المفاوضات الجارية في فيينا، ومساعي إدارة جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عن إيران، وقال: «لا يمكننا أن نغمر ونقدم لآيات الله المال والمزايا الاقتصادية على أمل ألا يستخدموها لتغذية الإرهاب؛ هذا التفكير أحمق خطير رجعي»، مشيراً إلى أنه «يجب أن يظل برنامج العقوبات والضغط الذي استخدمته إدارة ترمب نموذجاً للتعامل مع إيران، إذا أردنا ضمان أمن الشعب الأميركي، وحياة أفضل للشعب الإيراني».
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.