مؤتمر الايرانيين – تضامن من أجل الحرية
الکاتب – موقع المجلس:
جاء التزامن بين المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2021 مع نهاية العروض المسرحية لحكومة 18 يونيو/حزيران التي فرض مشاهدها علي خامنئي وزمرته الفاشية حاويا رسائل ونتائج بُنيت وتكونت وجُمعت على مدار اكثر من 40 سنة.
ويأتي استنباط هذه الرسائل وهذه الدروس المتاحة كنتاج لطول المحنة والنضال المرير، وكعبر ووسائل استرشادية توجيهية ومبادىء يجب الارتكاز عليها من أجل الاطاحة بحكم ولاية الفقيه.
نعم هذا المؤتمر هي حصيلة 40 عاما من النضال والكفاح المزهر بعد القيام والانتفاض المبارك في 20 يونيو / حزيران1981 .
ولتكن هذا المؤتمر انطلاقة لضم ابعاد وطن واحد .. لجلاء هموم وآلام ومحن وطن واحد .. إنطلاقة لبداية لزوال عصر بغيض وبداية كريمة موفقة مباركة تحقق التطلعات التاريخية للايرانيين بجميع اطيافهم .
في معرض المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية والذي مختلفا ومتفاوتا عن باقي القمم الماضية بسبب الفارق الحاصل والمتزايد في توازن القوى بين الشعب الايراني وسلطة الملالي المستبدة، وكذلك نتيجة للمنجزات والمتغيرات الحاصلة والمنبثقة التي نراها من أفق اليوم ويفسر ذلك لصالح الشعب الايراني ويصب في مصلحته بشكل مباشر هذا إن كان الوضع ضمن وصف تعادل القوى .
أما إن كان قد خرج عن تعادل القوى فإن ذلك يعني بأن نظام الملالي لن يقوى على الوجود دون استمرار سياسة الاسترضاء التي يتبعها المجتمع الدولي خاصة الغرب والبعض من دول المنطقة ، ففي ظل توازن القوى بين جبهتي الشعب والنظام لا يمكن للنظام أن يستمر طويلا.
والوضع أكثر خطورة في حال كانت موازين القوى لصالح الشعب الايراني ومقاومته وهنا لا منقذ لنظام الملالي سوى تقديم التنازلات امام المجتمع الدولي الذي يجب أن يعيد حساباته فلم يعد مقبولا أن تقام المصالح هنا وهناك على حساب الشعب الايراني المضطهد.
مع تحديد فرضيات التعيينات الحكومية وخروج ابراهيم رئيسي من لعبتهم صندوق الاقتراع ، وسقطت الرأس وكل الفروع والاوراق المزيفة لهذا الجناح وذاك الجناح كورق الخريف وبات معلوما وواضحا أن مصباحهم السحري كان مجرد حارس للبيت المظلم في قلعة الحكومة الاسلامية كل ذلك لأجل إظهار كرسي الخلافة فقط لاغير.
وهكذا بتعيين رئيسي رئيسا يكون خامنئي قد أبطل شرعية نظامه وضع ختم نهاية جمهورية (السامري) جمهورية نظام الملالي الزائفة.، وهكذا يكون المشهد قد لخص أن هذا الجناح وذاك وهذه الفرقة وتلك بات جميعهم تحت عباءة الخليفة وفي كاسة واحدة ..
جميعهم في مسير واحد وان تعددت المراكب.، ليتضح ويصبح معلوما تماما انها لم تكن إلا لعبة قذرة منذ البداية ، والطرف الاصلي الحقيقي هنا هو الشعب الايراني فقط ، أما اجمالي كل نظام الملالي فقد تم تلخيصه لدى مؤسسة الولي الفقيه وحصرها في رئيسي فقط ..
النظام هو رئيسي فقط ، وهذه هي الرسالة الاولى في مرحلة التحول الجديدة السمة التي ظهرت من مسرحية تعيينات الحكومة.
لقد وضع الشعب الايراني بعد انتفاضة 1978 مطالب الثورة نصب عينيه وحملها على عاتقه ، تلك المطالب التي وُضعت وبُنيت على أساس الحرية والديمقراطية والمساواة، لكن الخميني الذي قال أنه فوق القانون، ووصف نفسه بالولي المطلق، وبالتدخل الديني والفقهي في الانتخابات سنة 1979 وبانتهاكه حرية واستقلالية الرأي الشعبي يكون قد هدم عملية الحق في التصويت وفي الوقت يكون قد انهى شفافية وثقافة التصويت .
وشرع لثقافة جديدة وهي ثقافة الاستخفاف بالناس وخداعهم واللعب على مشاعرهم وسرقة اصواتهم من خلال مسرحيات هزلية ، وتحويل حقوق رأي الشعب الى وسيلة لبلوغ غاياتهم وليس لتحقيق مصالح الشعب والدولة ، ومنذ ذلك الحين والانتخابات لعبة السلطة التي يمارسها نظام الملالي باتقان .، وما الناس الا لعبة بايديهم ووسيلة دعائية لاجل ما يسمى بالجمهورية الاسلامية.
مع نظام قائم على اساس الشمولية السياسية والاحتكار الايديولوجي أوقع وطننا تحت سطوة القمع والكبت والمراقبة القاهرة ، ودعاة الحروب والتجاوز ، وسجون داخل السجن الاكبر ، بالاضافة الى اراقة الدماء والانحلال الاخلاقي وانتشار وترشيخ الفساد في كل مفاصل الحياة.
أطلع الشعب الايراني في هذه الـ 40 سنة على كافة أنواع المسرحيات والسيرك الحكومي وجربها تحت مسميات الانتخابات والشفافية الايديولوجية التي لا يفقه النظام مفرداتها ولا يجيد منها سوى الشعار، وقد اختبر الشعب وجرب نظام ولاية الفقيه .
وكل هذه الاربعون سنة من الخبرة والاختبار قد أدت الى مقاطعة حاسمة لمسرحية الانتخابات ومسرحية 19 يونيو /حزيران وزاد من حدة التوتر بين جبهتي الشعب التي تقف في مواجهة جبهة المنتفعين والمتسلطين والمجرمين (جبهة نظام الملالي)
وعليه ومع فرضية تحديد جبهتين في المشهد السياسي والاجتماعي الايراني فإننا قد وضعنا ورسمنا الشكل المرتقب لمستقبل آخر يكون في حاله غير الذي كان وبديلا مناسبا وملائما، وبالطبع قد وضعنا خطوات لاجل ذلك وحددنا خصائص المرحلة ملخصين ومشخصين اياها بايجاز في المحاور التالية :
1ـ الانكماش التام للنظام بالتعيين الاجباري لـ ابراهيم رئيسي.
2 ـ الضعف التام للنظام لأقصاء عناصره الموالية بمبدأ ولاية الفقيه.
3ـ صحة رؤية ومواقف المجاهدين والمقاومة الايرانية المبنية على عدم امكانية اصلاح نظام قائم على مفاهيم سلطة ولاية الفقيه المطلقة التي لا تمماشى مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
4 ـ استمرت المواجهة بين المجاهدين ونظام الملالي كجبهتين محوريتين للصراع بين الحرية والدكتاتورية منذ اربعة عقود وحتى الان .، واليوم جبهة الحرية والديمقراطية تريد القيام باطاحة النظام التي أصبحت مطلبا وطنيا مشروعا جاء بعد ثلاث انتفاضات كبرى خلال العقد الماضي .
وبعد عقاب الشعب الايراني برفضه مسرحية 18 يونيو/ حزيران الذي كان علامة واشارة مؤكدة لرشد هذه الجبهة بحيث أصبح معرفا اصيلا ومشروعا دوليا.
وعليه فقد تم الاقرار والمصادقة على رفض الانتخابات من قبل الشعب الايراني .، ومن ناحية اخرى كان الرفض والمقاطعة العالمية ضربة سياسية واجتماعية في مواجهة خامنئي والاستبداد الديني .
واليوم قد ثبت للعالم الذي رأى ويرى بعينيه أن التصويت في ايران هو لاسقاط نظام الملالي ، وهذه بداية جديدة بقوانين ونظم مختلفة كثيرا قياسا بالماضي .. مرحلة يجب أن تكون معرفة ومشخصة من خلال البيانات التي اعددناها..
وما هذه المرحلة الجديدة التي يجب التحول اليها الا نتيجة لتصويت ومطالب الشعب الايراني وتضامن جميع فئاته وقواه الحرة .. وهكذا يجب أن يكون التضامن ويتسع من أجل اسقاط نظام الملالي واحلال البديل الديمقراطي الممثل بالمقاومة الايرانية بقيادة السيدة مريم رجوي.