مناسبة ذكرى الانتفاضة الطلابية والجماهيرية في التاسع من تموز / يوليو عام 1999 وجهت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية خطاباً الى الطلاب والمنتفضين حيت فيه تلك الانتفاضة العظيمة التي بلورت غضب واحتجاج الطلاب والجماهير المنتفضين الناقمين في طهران و تبريز و16 مدينة أخرى في البلاد وأظهروا ارادة المجتمع الايراني الملحة ألا وهي اسقاط الاستبداد الدموي الحاكم في ايران. وقالت السيدة مريم رجوي: ان انتفاضة تموز / يوليو عام 99 كانت ضربة قاصمة وقعت على مناورة «اعتدال» النظام حيث كشفت عن الوجه الحقيقي لخاتمي الذي لعب دوراً نشطاً في قمع الطلاب وأحبطت دجله بإطلاقه شعار «المجتمع المدني» و«سيادة القانون والتطوير السياسي». ان انتفاضة يوليو أظهرت الوضع المتفجر الذي يسود المجتمع الايراني وأثبتت نهج وسياسة المقاومة الايرانية التي اعتبرت دوماً اسقاط الاستبداد الديني خياراً واقعياً لمسألة ايران.
والآن وبعد مرور سبعة أعوام على تلك الانتفاضة فان الواقع الداخلي والموقف الدولي قد تغير على حساب النظام أكثر مما مضى، حيث انهارت في البيت الداخلي للنظام عصابات النفاق وكُشِفت حقيقة مناوراتها «الاعتدالية» الرامية الى تحطيم الحرية والديمقراطية في المجتمع الايراني اللتين هما المطلب الاساسي للمجتمع. وعُيِّن الآن العملاء المتنكرون بالزي المدني وعصابة أنصار حزب الله الذين اقتحموا في التاسع من تموز عام 99 الاقسام الداخلية للطلاب بشكل وحشي وارتكبوا جرائم بشعة (عينوا) الآن لأكبر مناصب في النظام وعُين واحد من أنشط عناصر تلك العصابات السوداء لتولي منصب الرئاسة في نظام «ولاية الفقيه».
كما تعمقت رغبة المجتمع الايراني العامة في اسقاط الاستبداد الحاكم وأصبحت أكثر غلياناً.
– وعلى الصعيد الدولي يعاني النظام ولاصراره الهيستري على انتاج السلاح النووي وتدخلاته وتصديره الارهاب الى العراق من أزمة خانقة.
– وأما في مواجهة مقاومة الشعب الايراني فان مؤامراته وحملاته للقضاء عليها والقضاء على مدينة أشرف قلعة الصمود لتحرير ايران اُحبطت فأصبحت أشرف اليوم تمثل ارادة صمود الشعب الايراني وخاصة الشباب والطلاب المنتفضين بوجه القمع والاضطهاد الذي يمارسه النظام. نعم انهم هُزموا في تدمير مصدر النضال الذي يستلهم منه الطلاب والنساء والشباب والعمال الايرانيون في اضرابهم واحتجاجاتهم. لقد ثبت اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن النهج والدرب المتبلور في مدينة أشرف هو الدليل والقدوة للطلاب والشباب المجاهدين والمناضلين من أجل الحرية.
وأضافت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية في جانب آخر من خطابها قائلة:
ان البيان التاريخي لخمسة ملايين ومئتي ألف من العراقيين الشرفاء في التضامن مع مجاهدي خلق يعكس الموقع الظافر التي تحظى به مدينة أشرف ويظهر نهجها وارادتها على درب التحرير. ولهذا السبب بالذات فان حكام ايرن لن يتورعوا من ارتكاب أية جريمة بشعة لتضييق الخناق، اذ إنهم يعرفون أن القضية التي أثارت هذا الدعم وهذا التلاحم العظيم بين أبناء الشعب العراقي فكم ستستقطب الجماهير المليونية في ايران محررة من أشكال القهر والقمع وكم ستثير مشاعر المواطن الايراني الجياشة لاجتثاث مظاهر الاستبداد في أرجاء ايران.
ان القمع في الجامعات الايرانية ومثل سائر القطاعات في المجتمع زادت وتيرتها في العام الماضي منذ مجيء الحرسي احمدي نجاد الى السلطة حيث وضعوا عدداً كبيراً من الطلاب ومن خلال استدعاءات متلاحقة الى لجان انضباطية تحت الضغوط والحكم على عدد آخر من الطلاب بالتعليق أو الفصل عن الدراسة وعمت موجة تصفية الاساتذة المحتجين جميع الجامعات ويتم تعيين القتلة المكشوفة حالهم لرئاسة الجامعات ولكن رغم أعمال القمع وبهذه الشدة واتساع المجال لم تتمكن من الاحتواء على موجة الاحتجاجات والاضرابات الطلابية حيث شهدت جامعات البلاد في العام الماضي رقماً قياسياً في الحركات الاحتجاجية. فكانت الاحتجاجات وخاصة مظاهرات واضرابات الطلاب الواسعة دعماً للمواطنين الأذريين وصمود الطلاب الباسل بوجه محاولات النظام لتحويل الجامعات الى مقابر لدفن عملائهم القتلى في الحرب تشكل صفحة رائعة في سجل النضال الطلابي الإيراني خلال العام الماضي.