بحزاني – منى سالم الجبوري:
لئن لم يکن رهان المرشد الاعلى للنظام الايراني في فرض قاضي الموت ابراهيم رئيسي في إنتخابات الرئاسة التي جرت في 18 من الشهر الجاري، رهانا صعبا وعانى منه الامرين بعد أن واجه الکثير من الرفض والادانة في داخل وخارج إيران، لکن الرهان الاصعب أمامه هو بعد أن تم تنصيبه بصورة يبدو إنه ليس الشعب الايراني لايريد الاعتراف بنزاهته فقط بل وحتى المجتمع الدولي الذي يطعن في نزاهة الانتخابات ويرى بأنها قد جرت في أجواء ضبابية لم تکن في صالح الشعب الذي قاطعها اساسا.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يقوم على أساس من نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية الغريبة والطارئة ليس على الاسلام بل وحتى على المذهب الجعفري ذاته، وإن هذا النظام الذي يسعى الى فرضه بالحديد والنار فإنه لايبدو قد أفلح في ذلك بعد تجربة 42 عاما، ذلك إن الشعب لايزال يرفضه بقوة ولايريد تقبله خصوصا وإن منظمة مجاهدي خلق المعارضة الاکبر والاقوى ضد النظام ترفض هذه النظرية الاستبدادية وترى فيها إنها تبرر دکتاتورية النظام وقتل وقمع الشعب تحت ستار الدين والدين براء من ذلك وترى المنظمة بأن الاسلام ديمقراطي ومنفتح ويتقبل الآخر ويٶمن بالتعايش السلمي وليس کما يصوره نظام ولاية الفقيه، ومن هنا وبعد أن وصل النظام الى طريق مسدود ولکي يخرج من أزمته ويضمن إستمراره وبقائه فإن خامنئي قد لجأ الى تنصيب خامنئي ظنا منه بأن ذلك بإمکانه أن ينقذ النظام، ولکن خامنئي لايعلم بأن الرهان الاصعب هو الذي ينتظر خياره الاستبدادي هذا بفرض وتنصيب سفاح مجزرة صيف عام 1988، کرئيس للنظام.
النظام الايراني ومنذ قيامه فإنه واجه رفضا شعبيا ولاسيما بعد أن صار واضحا بأنه لايختلف عن النظام الملکي السابق سوى في الشکل، وهذه الحقيقة صار الشعب الايراني برمته على علم وإطلاع بها ولذلك فإنهم يرفضون هذا النظام ويواجهونه بقوة کما رفضوا وواجهوا النظام الملکي من قبله بل وإن مجاهدي خلق التي کانت أقوى وأهم معارضة بوجه ذلك النظام فإنها الان تٶدي نفس الدور وکأن التأريخ يعيد نفسه خصوصا وإن قيام خامنئي بفرض رئيسي وتنصيبه قد جاء مشابها لما قام به الشاه في أيامه الاخيرة بفرض وتنصيب الجنرال أزهاري کرئيس للوزراء من أجل أن ينقذ النظام ولکن وکما رأى العالم الفشل الذريع لأزهاري وسقوط نظام الشاه بتلك الصورة المدوية، فإن نفس السيناريو بإنتظار خامنئي ونظامه خصوصا وإن کل الادلة والمٶشرات تٶکد على ذلك، إذ کما کان الوعي السياسي للشعب في ذروته في الايام الاخيرة لسقوط الشاه وکانت منظمة مجاهدي خلق أقوى ماتکون فإنه يتم نفس هذا الامر حاليا مع ملاحظة إنه ومع تنصيب رئيسي فإن هناك التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي سيقام في تموز القام وسيشارك فيه الالاف من الشخصيات السياسية وسيکون بمثابة أکبر مواجهة سياسية من نوعها أمام النظام الايراني لأنه سيقوم بفضح لعبة خامنئي من أساسها ويرسم الطريق لإجهاضها وسحب البساط من تحت أقدام النظام نفسه.