کتابات – مثنى الجادرجي:
مع إعلان النظام الايراني عن فوز قاضي الموت ابراهيم رئيسي بمنصب رئيس الجمهورية، حتى بدأت حملة دولية واسعة النطاق من التصريحات المنددة بتنصيبه کرئيس للنظام والمطالبة في نفس الوقت بملاحقته قضائيا وضرورة أن يتلقى جزاءه العادل عن مشارکته في إرتکاب مجزرة صيف عام 1988 التي راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي، ولايبدو إن رئيسي الذي أجاب المراسلين عن سٶال بشأن مشارکته في إرتکاب مجزرة 1988، بأنه “کان يدافع عن حقوق الانسان“، لن يجلس مرتاحا على کرسي الرئاسة کما يتصور.
سيل التصريحات المنددة بتنصيب“وليس إنتخاب” رئيسي في منصب رئاسة الجمهورية لازالت مستمرة وتزداد سخونة، ومن أبرزها الانتقاد الحاد الذي وجهه السيناتور الجمهوري توم كوتونللنظام الايراني ساخرا من “مسرحية الانتخابات الإيرانية”، ووصف قادتهم بالإرهابيين والقتلة، داعيا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى عدم رفع العقوبات عنهم بل يجب دعم مطالب الشعب الإيراني. وقال على حسابه على تويتر “اختار خامنئي قاتلا جماعيا كرئيسي في انتخاباتهم الأخيرة. وبدلا من رفع العقوبات عن هؤلاء الإرهابيين القتلة، يجب على الرئيس بايدن دعم مطالب الشعب الإيراني ومحاسبة هذا النظام”.
النظام الايراني وقبل ذلك خامنئي کان يتصور بأن تنصيب رئيسي برئاسة النظام سوف يساهم بصورة أو أخرى في لفلفة ملف مجزرة عام 1988، والتي يعتبر رئيسي من أبرز وجوههاوذلك عندما يتم تقبله کأمر واقع ويتم غض النظر عن جريمته بحسب مايظن خامنئي ونظامه ولکن ليس هناك في الافق مايمکن أن يتماشى مع هذا التصور الخاطئ، خصوصا وإن هناك تشکيکا بالانتخابات التي جرت في 18 من الشهر الجاري أساسا، ولعل ماقد قاله المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن واشنطن تعتبر العملية التي أفضت لانتخاب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي مصطنعة للغاية وتفتقر للحرية والنزاهة. کما إن کلا من فرنسا وألمانيا وبنفس السياق أعربا عن قلقهما بشأن مستقبل حقوق الإنسان في إيران، وبخصوص أنطريقة اختيار المتنافسين للانتخابات في إيران لا تتماشى مع الحرية والنزاهة.
الاعتقاد بأن رئيسي سيجلس مرتاحا هانئ البال على کرسي الرئاسة، هو إعتقاد في غير محله على وجه الاطلاق خصوصا وإن التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي سيتم عقده في الايام 10 و11 و12 من تموز المقبل وسيشارك فيه آلاف الشخصيات السياسية، في الطريق وهذا التجمع سيقوم بالتأکيد بالترکيز على تنصيب رئيسي وسيثير موضوع ماضيه الاجرامي ويسعى لجعل ذلك مهمة دولية.