حدیث العالم – سعاد عزيز:
مع إعلان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عن فوز ابراهيم رئيسي”معروف في داخل وخارج إيران بلقب قاضي الموت” في إنتخابات الرئاسة، والتي شککت منظمة مجاهدي خلق المعارضة في نسبة المشارکة فيها والتي أعلنتها السلطات الايرانية حيث أعلنت بأنه واستنادا الى” تقارير أكثر من 1200 صحفي ومراسل لقناة سيماي آزادي من 400 مدينة في إيران وأكثر من 3500 مقطع فيديو متوفر لتقديمه على المراجع الدولية والرأي العام، فإن نسبة الإقبال في مهزلة انتخابات الملالي أقل من 10٪ لمن يحق لهم التصويت.” ، فقد دعت منظمة العفو الدولية، السبت، للتحقيق مع الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، الى جانب إن المنظمة قد أکدت بأن”الانتخابات الإيرانية تمت في أجواء قمعية”.
رئيسي الذي کان عضوا في لجنة الموت التي قامت بتنفيذ أمر خميني بإعدام الالاف من السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق في عام 1988، ظهرت بشاعة هذه المجزرة المروعة أکثر عندما تم نشر التسجيل الصوتي لآية الله المنتظري الذي کان نائبا للخميني في وقتها وقد حذر وهو يخاطب هذه اللجنة ورئيسي کان من ضمنها، من بشاعة الجريمة ومن إن التأريخ سيلعن النظام على إرتکابه هذه الجريمة ضد الانسانية، فقد سارعت منظمة العفو الدولية في حينها الى إدانة هذه المجزرة وإعتبرتها جريمة ضد الانسانية ويجب محاکمة مرتکبيها، ومن الواضح إن هذه المنظمة التي طالبت في بيان لها بمناسبة إنتخابه”بإنشاء آلية محايدة لجمع أدلة على الجرائم التي ارتكبها رئيسي في إيران” کما نوهت في البيان بأن”صعود رئيسي للحكم في إيران تذكير بأن الإفلات من العقاب يسود البلاد”، ولاريب من إنه لايبدو إن عهد رئيسي سيمر بهدوء وسلام خصوصا بعد قادت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، حملة المقاضاة التي کشفت فيها هذه المجزرة البربرية ودعت المجتمع الدولي للتحرك من أجل مقاضاة مرتکبيها ومن بينهم ابراهيم رئيسي، کما إنه من المهم جدا الاشارة هنا الى قرب إنعقاد التجممع السنوي للمقاومة الايرانية في الايام 10 و11 و12 من تموز القادم والذي سيحضره آلاف الشخصيات السياسية وسيکون أضخم ملتقى سياسي بشأن القضية الايرانية وسيکون موضوع الجزار رئيسي مطروحا بقوة خلاله.
مشکلة رئيسي ليست في إنه متورط في مجزرة صيف عام 1988، فقط بل وحتى في سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاکات الفظيعة بعد تنقله في سلسلة من المسٶوليات في السلك القضائي وهو لايحمل أي مٶهل دراسي سوى شهادة الابتدائية، من المشارکين أيضا في دعم جرائم قتل النساء والاطفال خلال إنتفاضة عام 2019، وکذلك دوره السلبي المشبوه في إنتهاکات حقوق الانسان والاقليات، وقد أشارت منظمة العفو الدولية في بيانها المذکور أعلاه الى ذلك أيضا عندما ذکرت أن”رئيسي دعم قتل المئات منهم نساء وأطفال خلال احتجاجات إيران 2019″، و “انتهك حقوق الإنسان والأقليات خلال رئاسته للقضاء”، ولاريب من إنه وکما أسلفنا القول فإن عهد رئيسي لن يمر بهدوء وسلام أبدا هذا في حال إن تمکن من من ذلك!