مجلس صيانة الدستور الخاضع لخامنئي:
الکاتب – موقع المجلس:
تتردد أخبار هندسة خامنئي للانتخابات بين المواطنين منذ سنوات عديدة، كما أن المقاومة الإيرانية كانت قد كشفت النقاب عن ذلك منذ سنوات عديدة وكشفت عن غرف إغلاق صناديق الاقتراع وتجميدها، بيد أن المعمم مصلحي، وزير المخابرات السابق في نظام الملالي تسبب في محنة أخرى عرفت باسم “فضيحة مصلحي”.
رفض أهلية رفسنجاني بتقرير واحد
قال المعمم مصلحي في مقابلة مخطط لها في 14يونيو 2021: ” تفيد تقاريرنا من أرضية الشارع أن السيد رفسنجاني فاز في انتخابات 2013.
والشاهد على ذلك، هو أن أحد الأحباء قال: إلا أن مدعين الإسلام الذين يهددون الآخرين لم يسمحوا بذلك. واستنتجت أنهم ارتأوا تجريد رفسنجاني من الأهلية نظرًا لما يقتضيه نظام المواءمة، وكتبت الأدلة على ذلك أيضًا.
وكرَّس الفقهاء والمحامون في مجلس صيانة الدستور عصارة فكرهم لكي يجدوا خطأً واحدًا فيما ذهبت إليه من استنتاجات، بيد أنهم فشلوا.
فعلى سبيل المثال، تساءل أحد المحامين في المجلس المذكور: ماذا قال رفسنجاني عن تجريده من الأهلية؟ قلت: لا علاقة لي بالشخص. كل ما أقوله هو أن الحفاظ على نظام الملالي ينطوي على هذه التكلفة وهذه المنفعة.
كما كتبت صحيفة “انتخاب” الحكومية في هذا الصدد: ” قال آية الله هاشمي رفسنجاني في مقابلة مع صحيفة “انتخاب”، في 27 سبتمبر 2015: ” إن مصلحي قال في اجتماعهم: إننا نرصد أصوات السيد هاشمي بانتظام صباحًا وظهرًا ومساءً ويتقدم في الحصول على المزيد من الأصوات كل ساعة.
ووصل الآن إلى نسبة 70 في المائة، وإذا استمر في التقدم على هذا النحو خلال هذه الأيام القليلة حتى موعد الانتخابات، فسوف يتجاوز الـ 90 في المائة، وهذا ما لا نستصوبه، لأنه إذا فاز، فسوف يشتت جميع مجموعات دوراتنا”.
وكان المعمم رفسنجاني قد قال في مقابلة أخرى مع صحيفة “مثلث” الأسبوعية: “اعترض البعض في الأيام التي سبقت الإعلان عن توجه أحد مسؤولي الأمن إلى مجلس صيانة الدستور بمعية مساعديه؛ على أن مشاركة أي شخص في الاجتماع المتعلق بالانتخابات عمل غير قانوني.
بيد أن الأمين العام لمجلس صيانة الدستور طلب طواعية من المساعدين أن يغادروا، وشارك ذلك المسؤول في الاجتماع، وقال: ” إذا استمرت هذه الموجة وتقدم رفسنجاني، فسوف يتقدم أكثر من ذلك بمراحل. وإذا فاز، فسوف يشتت جميع مجموعاتنا المتعددة السنوات”.
وبعد أن قرروا تجريد رفسنجاني من الأهلية، استدعوا السيد الدكتور روحاني إلى مجلس صيانة الدستور وقالوا: “هذا ما قررناه ونفضل أن يستقيل”. فتساءل السيد روحاني: “ماذا ستفعلون مع الشعب؟ فسوف تقع بعض الأحداث نظرًا لعواطف المواطنين”.
وقال : “يجب علينا أن نفكر في الأمر أيضًا”. ونمَّ السيد روحاني له بخبر، وقال: “لا أرجح أن تستقيل”.
وعلى الجانب الآخر من هذه الهندسة الكبيرة، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا يتصدر مصلحي الذي سجل اسمه للمشاركة في سيرك انتخابات مجلس الخبراء؛ المشهد ويكشف النقاب عن الأسرار الآن؟ والأمر الأهم هو من الذي أجبره في عام 2013 على مثل هذا العمل الخطير، ويدفعه اليوم أيضًا إلى تصدر المشهد؟
إنطلاق موجة من ردود الفعل على “فضيحة مصلحي”
بعد الإعلان عن فضيحة مصلحي، تصدر المشهد عدد من قادة ومسؤولي نظام الملالي وعبّروا عن رأيهم وقالوا لقد حق القول على أن أكثر حالات هندسة خامنئي برزت من خلال هذه الفضائح:
فعلى سبيل المثال، قال مجيد أنصاري، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام: “هل كنت أستطيع أن أقول أننا لا نرى من الصواب أن يكون السيد هاشمي رئيسًا للجمهورية، لو لم يتحدث وزير المخابرات الأسبق؟ من نكون نحن حتى نتفوه بذلك؟ من تكون أنت حتى تقرر الصواب من الخطأ؟
إن التيار الذي أرسلك لكي تشكك أعضاء مجلس صيانة الدستور في الراحل السيد هاشمي رفسنجاني يفكر فيما لديه من عمل ولا علاقة له بالآخرين، وأين هو؟
وكتب علي مطهري، العضو السابق في مجلس شوري الملالي، مشيرًا إلى تصريحات مصلحي: “تم حل لغز تجريد الشخصيات الشعبية من الأهلية في هذه الدورة أيضًا، إذ تم استبعادهم لأنهم حصلوا على أصوات”.
وذكرت قناة “تلكرام امتداد” الحكومية المتلفزة أن شكوري راد، من الزمرة المغلوبة على أمرها قال: ” لقد كشف التصريح الأخير لمصلحي عن حقيقة تظهر مصدر كافة أشكال الفساد في نظام الملالي.
إذ كان أحمدي نجاد يسعى خلال فترة رئاسته لإقالة وزير المخابرات، بيد أن القيادة رفضت ذلك رفضًا قاطعًا.
بداية هندسة الانتخابات
يمكننا من خلال دراسة هذا المثال حصريًا أن ندرك المزيد من أبعاد هندسة خامنئي للانتخابات.
إذ بادر خامنئي باستئصال العديد من عملائه وزمره كل يوم مستخدمًا مجلس صيانة الدستور وجهازه المخابراتي والأمني.
وإذا كان علينا أن نبحث عن الحقيقة في الأمثلة السابقة بالتكهنات، فسوف نتمكن هذه المرة من أن ندرك بوضوح أن الظاهرة التي تحدث في نظام الملالي المشؤوم ليست الانتخابات، بل هي رمز لفساد سلطة الملالي و تعيين أكثر الزمر الإجرامية المقربة لخامنئي، ولن تضم في جنباتها لإيران سوى القمع والقتل والرجعية والتخلف.