کتابات – مثنى الجادرجي:
لئن کان الاحتلال الامريکي للعراق برمته واحدا من أکثر المراحل بٶسا ووخامة وتداعى عنه الکثير من الامور والاوضاع السلبية وعانى ويعاني الشعب العراقي منه الامرين، لکن لامناص من الاعتراف بأن تزايد الدور والنفوذ المشبوه للنظام الايراني کان من أکثر فصوله السوداء وخامة وسوءا ولاسيما بعد أن طغى على المشهد العراقي بجوانبه السياسية والاجتماعية والفکرية والاهم من ذلك إنه عاما بعد عام يتفاقم التأثير السلبي لهذا الدور والنفوذ ويتداعى عنه المزيد والمزيد من التأثيرات السلبية بيد إنه لامناص من الاقرار من إن التأثير السلبي له على السيادة الوطنية العراقية وسعيه من أجل مصادرة إرادة الشعب العراقي، هو من أخطر جوانب تأثيراته السلبية والتي باتت تلفت أنظار الاوساط السياسية والاعلامية الدولية وتتناولها وتسلط عليها الاضواء.
التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، عشية تحدثه مع رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، والتي أدان فيها التهديدات الأخيرة التي شكلتها جماعات مسلحة على المنطقة الخضراء، مؤكدا أن الميليشيات المسلحة في العراق تقوض سيادة القانون ورغبة الشعب العراقي في السلام. هي تصريحات تضاف الى مواقف أوربية(ألمانية وفرنسية) وأمريکية وعربية أخرى بنفس السياق بل وإن مقال نشر على موقع مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية قد دعا إدارة الرئيس الامريکي بايدن من أجل العمل بإتفاق نووي أو بدونه بتفکيك وکلاء إيران في المنطقة ونزع أسلحتهم حيث أکد المقال بأن هذه الميليشيات هي بمثابة دولة داخل دولة، ولاريب من إن العالم کله يعلم بأن زمام هذه الميليشيات بيد النظام الايراني الذي هو ولي أمرها وليس نعتمها حيث إن هذه الميليشيات تتصرف وفق مايريد ويطلب منها النظام الايراني، ومن دون شك فإن التصريحات والمواقف الدولية الاخيرة لها أهميتها الاعتبارية الخاصة لأنها تتزامن مع تزايد حالة الرفض والکراهية الشعبية ليس لهذ الميليشيات العميلة فقط وإنما لدور ونفوذ النظام الايراني الذي هو أساس کل البلاء والمصشائب التي تنزل تترى على رأس الشعب العراقي.
هذه الميليشيات التي صارت عمالتها بمثابة بديهية لاتحتاج لأي برهان، وصار واضحا مدى تأثيراتها السلبية ليس على العراق وإنما على المنطقة والعالم إذ أنها تقوم بدور يتجاوز کل الحدود وحتى يتجاهل السيادة الوطنية ليس للعراق بل وحتى للدول الاخرى، وهذا مايعيد للذاکرة ذلك التحذير غير العادي لزعيمة المعارضة الايرانية في عام 2004 من إن “نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر من القنبلة الذرية بمائة مرة”وشددت على تأثيراته الضارة على بلدان المنطقة والعالم، واليوم إذ يتم مرة أخرى تناول دور الميليشيات العميلة والنفوذ المشبوه للنظام الايراني وخصوصا بعد عمليات الاغتيال والتصفية ضد الناشطين المتصدين للفساد في العراق ولدور الميليشيات ولنفوذ النظام الايراني، فإنه من الواضح لم يعد بوسع هذه الميليشيات ولا النظام الايراني أن يسرحوا ويمرحوا کسابق عهدهم بل إن ذلك العهد في طريقه الى الزوال.