بحزاني – منى سالم الجبوري:
التصريحات التي أدلى بها مٶخرا رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لصحيفة”فاينانشال تايمز”، والتي وصف فيها برنامج النظام الايراني لتخصيب اليورانيوم بأنه “مقلق للغاية”، وأضاف فيها واصفا النظام الايراني بالجني الذي کان لفترة في القمقم وصار الان خارجه بقوله: “لا يمكنك إعادة الجني إلى القمقم – بمجرد أن تعرف كيف تصنع شيئا، والسبيل الوحيد لكبح ذلك هو من خلال التحقق”، وقطعا فإن المقطع الاول من کلام غروسي بشأن کون برنامج النظام الايراني”مقلق للغاية”، حقيقة متفق عليها، لکن تصوره من إن هذا النظام کان تحت السيطرة لفترة فهو کلام غير دقيق ولايتفق مع الحقيقة والواقع.
غروسي، الذي يصف فترة الالتزام الظاهري للنظام الايراني بالاتفاق النووي لعام 2015، بأنها الفترة التي کان فيها تحت السيطرة الدولية(الجني کان في القمقم)، لکن هل حقا کان النظام الايراني کذلك، وکان تحت السيطرة الدولية؟ ليست تقارير ومعلومات صحفية تم نشرها وتداولها عن عن عدم إلتزام النظام الايراني ببنود الاتفاق النووي وقيامه بخرقها بصورة مستمرة بل کانت تقارير ومعلومات إستخبارية أوربية وأمريکية أکدت على إن النظام الايراني قد واصل مساعيه عبر طرق مختلفة من أجل الحصول على معدات وأدوات وأجهزة يتم إستخدامها في تطوير الجانب العسکري من برنامجه النووي، وحتى إن شرکات صينية قد قدمت خدمات للنظام الايراني بهذا الاتجاه، الى جانب إنه قد تم الاعلان ولم يمر عام على إبرام الاتفاق النووي عن إکتشاف مواقع نووية جديدة للنظام الايراني وعن مواصلته لتطوير برنامجه النووي بعيدا عن الانظار، والسٶال هنا لغروسي؛ إذن کيف کان الجني في القمقم وهو يتحرك ويطير بکل الاتجاهات بعيدا عن قمقمه؟
النظام الايراني الذي أثبت دائما وبصورة عملية ملموسة بأنه غير جدير بالثقة الدولية وإنه ومهما کانت الظروف والعوامل والاسباب فإنه يواصل نشاطاته ومساعيه الخاصة من أجل إنتاج الاسلحة النووية، فإنه من العبث التصور بإمکانية السيطرة عليه بإتفاقيات شبيهة بتلك التي التي تم إبرامها معه في عام 2015، بل إنه بحاجة الى إتفاقية شاملة تسيطر على نهجه وسياساته المثيرة للشبهات، ذلك إنه من دون الحد من ممارساته القمعية بحق الشعب الايراني وإرتکابه لإنتهاکات فظيعة في مجال حقوق الانسان ومن دون وضع حد لتدخلاته السافرة في بلدان المنطقة وتصدير التطرف والارهاب وجعل ذلك بنودا في الاتفاق النووي الجديد، الى جانب فرض قيودا صارمة عليه تجبره على القيام بتفتيش مواقعه النووية وقتما يشاء المفتشون الدوليون وبغير ذلك فإنه لايمکن لأي إتفاق أن يکبح الجماح النووي لهذا النظام ويسيطر عليه.